قرصنة الحوثي للصدقات يوسع رقعة المجاعة تحت سيطرته

تقارير - منذ 2 سنة

قرصنة الحوثي للصدقات يوسع رقعة المجاعة تحت سيطرته عين الجنوب ـ متابعات .   على الرصيف المقابل لبوابة مطعم بشارع الزبيري وسط صنعاء تصطف عشرات النساء والفتيات المتسولات قبيل موعد وجبة العشاء مساء كل يوم رمضاني هذا العام، تترقب أم أحمد -سيدة في العقد الرابع- انتهاء وجبة العشاء في هذا المطعم لرفع وتناول ما تبقى من الطعام على بعض الطاولات، تقول لـ(نيوزيمن): إنّ عمال المطعم يساعدونها في ذلك بحفظ ما تبقى من طعام الزبائن في أكياس بلاستيكية وتقديمه لها ورفيقاتها عشاءً متأخراً لأسرة جائعة. تعتقد مليشيا الحوثي في صنعاء أن وجبة إفطار رمضانية واحدة ليوم واحد كافية لأسرة مكونة من 5 أفراد، تحتاج هذه الأسرة إلى ثلاث وجبات يومية، بمعدل 90 وجبة شهريا، ينهب الحوثي معاش عائل هذه الأسرة منذ سبتمبر/ أيلول 2016م، ومنع هذا الشهر (رمضان) وصول صدقات التجار الرمضانية إليها. لقد باع سكان صنعاء والمحافظات المجاورة لها مدخراتهم لمكافحة المجاعة والغلاء واتسعت رقعة الفقر لتشمل الطبقة المتوسطة والميسورة، وباتت معظم الأسر محتاجة لأموال الزكاة والصدقات ومساعدات التجار وفاعلي الخير، لكن حياء هذه الأسر وعفّتها ورفضها ابتزازات مليشيا الحوثي يبقيها خارج كشوفات الجماعة بكبرياء وأنفة وعزّة نفس لا نظير لها. يؤكد سكان في صنعاء أنّ ما تقدمه مليشيا الحوثي من سلالها الغذائية المشروطة بالتبعية والولاء والأدلجة الطائفية والمذهبية، لا يساوي 1% من عدد الأسر المحتاجة في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي. تجار يلجأون إلى تهريب صدقات رمضان يقول (س، ع -تاجر تجزئة في صنعاء) إنه يعرف أسرا عفيفة عديدة في محيطه السكني هي في أمسّ الحاجة للمساعدات، وللإفلات مما وصفها بالقرصنة الحوثية على صدقات رمضان فإن هذا التاجر يعتزم إيصال ما تيسر من صدقات رمضان إلى هذه الأسر بطريقة سريّة بعيداً عن عيون مليشيا الحوثي. عند بوابة مسجد واحد بصنعاء يصطف عشرات المتسولين من الرجال والنساء والأطفال عقب كل صلاة خلال شهر رمضان، يسألون الناس قضاء حوائجهم المتمثلة في طعام العشاء وثمن الدواء للمرضى منهم، وغيرها من الاحتياجات الأساسية. وبصوت خافت يعلّق أحد المواطنين على المشهد قائلا: "لا رحموا الناس ولا تركوا رحمة الله تنزل"، في حديثه إلى (نيوزيمن) يرفض هذا المواطن -كهل من سكان صنعاء- التوضيح أكثر، مكتفيا بالإشارة إلى أنهم في مدينة صنعاء لم يشهدوا مثل هذا المنكر (أي منع التجار من توزيع الصدقات) ولم يسمعوا به من آبائهم وأجدادهم عبر تاريخ صنعاء الممتد لآلاف السنوات. يتذكر عبدالواسع قائد (موظف حكومي -40 عاما) حصولهم قبل سنوات على سلة غذائية من التاجر حيدر فاهم "كانت تكفينا ل4 شهور"، مشيراً إلى أنه وزملاؤه في العمل كانوا يتسلمون في شهر رمضان مرتبا أوله ومرتبا آخر الشهر بالإضافة إلى مرتب إكرامية. في حديثه إلى (نيوزيمن) يشتكي عبدالواسع عجزه عن الوفاء بالتزامات مصاريف رمضان والعيد هذا العام "بعنا ما فوقنا وما تحتنا لتسديد إيجار السكن وتوفير الغذاء والدواء"، منوهاً إلى أن موضوع الاستلاف من الأصدقاء بات هو الآخر صعبا جدا "فالحال من بعضه عند الجميع"، حسب تعبيره.

[عين الجنوب]

فيديو