بين الاستغلال والتهميش.. المهمشون في اليمن يصارعون لأجل البقاء

تقارير - منذ 1 سنة

عين الجنوب|| محيي الدين الصبيحي: في بلدة المضاربة شمال لحج، يقضي كرارة المضربي، في الستينات من عمره، ساعات يومه في صناعة الحصير والأدوات المنزلية والمصنوعة من شجر النخيل. فهي مهنة شاقة امتهنها كرارة منذ الصغر، ولا يجد غيرها من أجل توفير لقمة العيش. تحت أشعة الشمس الحارقة ينتقل كرارة –وهو أحد المهمشين في اليمن- بين الوديان ومنزله من خلال جلب سعف النخيل ومن ثم تعريضه للشمس لأيام قبل البدء بحياكة تلك الخيوط ليكون منها حصيراً وأدوات شجرية لا تزال حاضرة في أذهان المجتمع الريفي حتى اللحظة. المهنة صعبة وعسيرة، وفق كرارة، وليست مدرة للكثير من الأموال، فهو لا يجني إلا مبالغ بسيط على مدى أسبوع. وكل هذا وفق ما يطلبه الزبائن من خلال التجهيز أو العرض، حيث لم تعد المهنة كما كانت سابقا، وبات الكثير يتجهون لشراء الأواني البلاستيكية الحديثة. استغلال كبير يطلق محلياً على المهمشين في اليمن -فئة الأخدام- وهم أكثر الفئات المجتمعية استغلالا وفقرا، ويقدر الاتحاد الوطني لتنمية الأسر الأشد فقرا التعداد السكاني للمهمشين في اليمن بحوالي 3.5 مليون في مختلف محافظات البلاد. ويواجه الأطفال من هذه الشريحة، مشكلة كبيرة من خلال صعوبة تعليمهم، وهو ما زاد من درجة الجهل وتفشي الأمية بين أوساط المهمشين. الطفل علي أحمد ثابت، غادر صفوف الدراسة باكرا لعدم توفر الإمكانيات لدى أسرته، وهو ما اضطره للعمل العضلي للمساعدة في توفير دخل لعائلته التي لا تملك أي مصدر دخل. يقول ثابت، إن الغالبية من فئة المهمشين يتم استغلالهم من قبل فئات عديدة ولا يتم إعطاؤهم حقوقهم كاملة حيث ينظر إليهم بشكل قاصر ويعمل أغلبهم في مهن في المزارع أو الرعي وحمل الأثقال وضرب الدفوف في الأعراس ويجدون مبالغ زهيدة نظير تلك الأعمال لا تغطي لهم الاحتياجات. عشرات من الأطفال من فئة المهمشين يسعون مع أهاليهم من خلال العمل أو التسول لتوفير لقمة العيش في ظل العجز عن إدراجهم في التعليم والتحاقهم بالقطاعات المدنية الأخرى. تسرب من التعليم بحسب تقرير لمنظمة اليونيسيف عن وضع التعليم في اليمن، فإن مليوني طفل يمني أصبحوا خارج المنظومة التعليمية مقابل 5. 8 مليون تلميذ لا يزالون مواظبين على ارتياد مدارسهم، وما يقارب من مليون وواحد وسبعين الف طفل يعيشون في محافظات النزوح منذ بدء الصراع. في قسم نظافة أحد المشافي الخاصة بمحافظة لحج، تعمل ناعمة ثابت، وهي مهمشة تساعد زوجها في توفير لقمة العيش لكنها تتألم على جميع أطفالها الذين قالت إنهم حرموا من التعليم ولم يتمكنوا من الحصول حتى على وثائق ثبوتية لولادتهم (شهادة الميلاد). 40 ألف ريال يمني هي المرتب التعاقدي الشهري الذي تتحصل عليه الحاجة ناعمة مقابل تنظيفها في مشفى خاص، فهي تعمل على مدى ساعات النهار وتعود بعد الظهيرة منهكة ومتعبة في سبيل الحصول نهاية كل شهر على راتب لا يكفيها لتوفير بعض المتطلبات الأساسية من الغذاء. وشحة الإمكانات لم تمكنها من تعليم أطفالها، فراتب زوجها المتقاعد لدى وزارة الزراعة لا يتجاوز 30 ألف ريال، وتحاول فقط الأسرة، كما تقول ناعمة، توفير أساسيات الحياة من غذاء وشرب

عين الجنوب

فيديو