من نازية الرايخ إلى سلالية الحوثة

تقارير - منذ 1 سنة

من نازية الرايخ إلى سلالية الحوثة

عين الجنوب / خاص

[caption id="attachment_21636" align="alignnone" width="300"]من نازية الرايخ إلى سلالية الحوثة من نازية الرايخ إلى سلالية الحوثة[/caption]

يتناول هذا التقرير مقارنة بين النازية في الرايخ الثالث والحركة الحوثية في اليمن، وذلك من خلال استعراض بعض الأحداث التاريخية والممارسات العنصرية التي قامت بها تلك الحركتين. يهدف التقرير إلى إلقاء الضوء على خطورة التهاون والتساهل مع الحركات العنصرية والمهادنة تجاهها.

في العام 1938، أبرمت دول غربية مثل بريطانيا وفرنسا وإيطاليا اتفاقية في ميونخ مع النازية الألمانية، تسمح لها بالتوسع على حساب دول أوروبية أخرى بحجة ضم الأقليات الألمانية في تلك الدول. اعتبرت هذه الاتفاقية بمثابة "اتفاقية العار"، حيث أظهرت تهاونًا من الدول الأوروبية أمام تمدد النازية، مما دفع هتلر لاحتلال تشيكوسلوفاكيا وبولندا بعد عام واحد تمامًا من توقيع تلك الاتفاقية.

تجربة النازية في الرايخ الثالث تعكس خطورة التهاون والتساهل مع الحركات العنصرية، سواء كانت عنصرية عرقية أو دينية. إن تلك الحركات تشكل خطرًا جسيمًا على الجميع، وهو ما ينطبق بشكل خاص على المنطقة التي تعاني من الصراعات الدينية والمذهبية والتدخلات الإقليمية والدولية، مثلما يحدث في اليمن.

في اليمن، نجد حركة الحوثة تطبق العنصرية القروية، حيث تمكّنت من السيطرة على صنعاء وتلقت دعمًا دوليًا من خلال توقيع اتفاق السلم والشراكة، الذي رعاه ممثل الأمم المتحدة. الحوثة ليست مجرد حركة عنصرية، بل تروج أيضًا للمعتقدات الدينية والطائفية المحرفة، وتتمتع بمهارة في صناعة الأكاذيب والتضليل.

تقوم الحوثة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، حيث تقتل وتهجر السكان وتدمر الممتلكات، وتدعي في الوقت نفسه أنها تحارب تنظيم داعش. تدعي أنها تمثل آل بيت الرسول وأنها لها الحق الإلهي في الحكم والولاية.

إن هذا النوع من الحركات العنصرية والنازية يجب هزيمته ودحره من البداية، ولا يجب الانتظار حتى تتحول إلى قوة مدمرة ترتكب جرائم ضد الإنسانية.

يتعلم التاريخ من تجارب الماضي، حيث أظهرت حروب ألمانيا النازية قدر الدمار والموت الذي تسببت فيه. وبالمثل، تتكرر هذه الأحداث مع حركة الحوثة في اليمن، حيث تقتل وتدمر وتنشر العنصرية بحجة أنها تمثل عرقًا مميزًا يجب أن يحكم البلاد.

بناءً على ما تم ذكره، يمكن القول إن الإجابة على السؤال المطروح في بداية التقرير تعتمد على سياق التحليل. فقد يكون من الصعب تقييم قوة ومقاومة الشعب اليمني بشكل عام، وقبائله ومشايخه وعسكرييه بشكل خاص، إزاء الاستعباد من قبل خمسين أسرة هاشمية. وفي الوقت نفسه، ينبغي أن نتذكر أن السياق السياسي والاجتماعي والاقتصادي في اليمن يلعب دورًا كبيرًا في تأثير مستوى المقاومة والتحرك ضد القوى الحاكمة.

وفي هذا الصدد عبّر السياسي الجنوبي الدكتور حسين لقور عن رأيه في الوضع الحالي في اليمن، مشيراً إلى أن الشعب اليمني يعاني من الاستعباد والسيطرة التي تفرضها خمسين أسرة هاشمية. وقال لقور في تغريدة له: "من نازية الرايخ الى سلالية الحوثة."

وجاءت هذه التغريدة للدكتور حسين لقور في سياق تساؤله عما إذا كان الشعب اليمني، المكون من قبائل ومشايخ وعسكريين، قد أصبح عاجزًا عن مقاومة هيمنة هذه الأسر الهاشمية على حكم البلاد.

وأشار لقور إلى أن هناك بعض الشعوب في المنطقة يمكنها أن تتعايش مع هذا النوع من السلطة العنصرية، ولكنه أكد أن الشعب اليمني لا يمكنه ذلك. وقال: "أيعقل أن هناك اليوم بعضاً من شعوب المنطقة يمكنها أن تتعايش مع هذه السلالة العنصرية، أما نحن فلا!!!"

وقد استدرك لقور تاريخًا يذكر بأنه في عام 1938، قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية، تم توقيع اتفاقية ميونخ التي سمحت لألمانيا النازية بالتوسع على حساب بعض الدول الأوروبية بحجة ضم الأقليات الألمانية في تلك الدول. واشتهرت هذه الاتفاقية بـ"اتفاقية العار"، حيث تسببت في تهدئة الدول الغربية للنازية وتشجيع هتلر على احتلال تشيكوسلوفاكيا وبولندا بعد ذلك.

ومن خلال هذا التاريخ، حذّر لقور من التهاون والمهادنة مع الحركات العنصرية، سواء كانت عرقية أو دينية. وأكد أن هذا النوع من الحركات يشكل خطرًا كبيرًا على الجميع، وخاصة في الشمال اليمني التي تشهد صراعات دينية ومذهبية وتدخلات إقليمية ودولية.

وشدّد لقور على أنهم يواجهون حركة عنصرية قروية حقيقية، إشارةً إلى الحوثيين، الذين تمكنوا من السيطرة على صنعاء وتوقيع اتفاق السلم والشراكة برعاية ممثل الأمم المتحدة. ووصف الحوثيين بأنهم "عصابة" تنتهج ليس فقط السلالية العرقية، ولكنها تقوم بترويج المعتقدات الدينية والطائفية المحرفة، وتستخدم أساليب الكذب لتبرير أعمالها العنيفة والاضطهاد.

وأشار لقور إلى أن الحوثيين يدعون زوراً أنهم يمثلون آل بيت الرسول ويتبنون حقوقًا إلهية في الحكم والولاية، متجاهلين حقوق الآخرين.

وأكد لقور أنه من الضروري هزيمة ودحر هذا النوع من الحركات العنصرية والنازية من البداية، وعدم الانتظار حتى تتحول إلى قوة مدمرة وترتكب جرائمها ضد الإنسانية.

واستدرك لقور أن التاريخ قد أثبت لنا الدروس العديدة حول ما حدث في ألمانيا، حيث قادت التفاهم والتساهل مع النازية إلى حروب تسببت في مقتل ملايين الأشخاص.

وفي الختام، أعرب الدكتور حسين لقور عن قلقه إزاء السلالية العنصرية للحوثيين في اليمن، مشددًا على أنه يجب مواجهتهم وإيقاف انتشارهم وانتهاكاتهم ضد الشعب اليمني وحقوقه.

ودعا إلى تكثيف الجهود الدولية لوقف هذه الحركة العنصرية وتحقيق السلام والاستقرار في اليمن.

وتجدر الإشارة إلى أن تغريدة الدكتور حسين لقور تأتي في سياق الصراع السياسي والعسكري المستمر في اليمن، حيث يشهد البلد انقسامًا عميقًا بين الحكومة الشرعية والحوثيين، مما يؤثر سلبًا على الأمن والاستقرار في البلاد.

عين الجنوب

فيديو