تهجير "سديروت"... المقاومة تهز أساسات المشروع الاستيطاني

أخبار دولية - منذ 1 سنة

فلسطين||عين الجنوب: قررت حكومة الاحتلال الإسرائيلي إخلاء كامل مستوطني "سديروت" إلى أماكن أخرى في فلسطين المحتلة، بعد التدمير والخسائر الفادحة التي حلت بها، بعد اقتحامها من قبل قوات النخبة في القسام وبقية الفصائل، وإطلاق دفعات يومية من الصواريخ نحوها. الصور التي نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية للمستوطنة أظهرت حجم الدمار الذي لحق بها، بفعل عمليات المقاومة العسكرية، خاصة مركز شرطة الاحتلال فيها الذي نجحت مجموعات النخبة في السيطرة عليه وقتل عدد من عناصر شرطة الاحتلال فيه. المستوطنة صاحبة التاريخ الطويل من عمليات القصف الصاروخي منذ بدايات تطوير المقاومة لصواريخها، مع انطلاق انتفاضة الأقصى، تعتبر من أكبر التجمعات الاستيطانية في المنطقة التي يطلق عليها الاحتلال "غلاف غزة"، وهي المستوطنات التي أقامها مكان البلدات والقرى التي كانت تتبع لقضاء غزة وبئر السبع، قبل النكبة، ومثَل تهجيرها ضربة على المستوى النفسي والميداني، كما يؤكد قادة سابقون في المنظومة الأمنية في دولة الاحتلال. وقال رئيس جهاز "الموساد" السابق، إفرايم هيلفي، إن إخلاء "سديروت" بالكامل "سابقة خطيرة في سابقة خطيرة في تاريخ إسرائيل"، حسب وصفه، ووجه نقداً شديداً لحكومة الاحتلال قائلاً: "كان علينا أن نفكر 1000 مرة ومرة قبل ارتكابه". المقاومة الفلسطينية كانت أعلنت منذ بدايات المعركة أنها ستعمل على تهجير مستوطنات "الغلاف"، ومدينة عسقلان المحتلة، ثم تنتقل إلى تكثيف الضربات الصاروخية على مناطق أخرى في حال لم يوقف الاحتلال سياسة قصف منازل المدنيين والأبراج السكنية والبنية التحتية ومحاولة دفع الناس نحو الهجرة. إخلاء "سديروت" يطرح إشكاليات جوهرية في طريقة تعامل جيش الاحتلال مع التجمعات الاستيطانية، من ناحية تقبل فكرة الخروج منها أو تدميرها، خلال الحرب، النقاش حول إخلاء مستوطنة أو تجمع استيطاني ليس جديداً على دولة الاحتلال. بعد حرب 2014 التي نفذت المقاومة خلالها عمليات قصف مكثف باستخدام مختلف المقذوفات الصاروخية، تجاه مستوطنات "الغلاف"، وهو ما دفع مستوطني عدة مستوطنات إلى الهروب دون انتظار دولة الاحتلال، ثار النقاش حول "مشروعية" إخلاء مستوطنة أو موقع خلال الحرب. الرافضون للفكرة يرون أن إخلاء المستوطنة أو الموقع العسكري خلال الحرب، يمنح "العدو" قوة نفسية من ناحية قدرته على إجبار المستوطنين على الفرار، كما يفتح ثغرة في التجمعات الاستيطانية التي من جملة أهداف إقامتها ضرورات أمنية وعسكرية، خاصة المستوطنات المنتشرة على الحدود أو على خطوط التماس. وفي المقابل طالب محللون إسرائيليون حينها دولة الاحتلال بوضع خطط لإجلاء المستوطنين، من "غلاف غزة"، خلال أية حرب مع المقاومة، على غرار الخطّة التي أعدّتها الحكومة البريطانية في الحرب العالمية الثانية لإخلاء السكّان بعد القصف الجويّ الألمانيّ الذي تعرضت له. في الواقع، طوال تاريخ الاحتلال أجبر على إخلاء مواقع ومستوطنات كما حصل في التجمع الاستيطاني "غوش عتصيون"، الذي دمرته مجموعات من الثوار الفلسطينيين، خلال حرب النكبة. لكن بعد هذه السنوات من ادعاء الاحتلال أن جيشه قادر على هزيمة "أعدائه" وحماية المشروع الاستيطاني، عادت المقاومة لتجبره على إخلاء مستوطنيه، بعد أن أجبرت في مراحل أخرى على الهروب من غزة وجنوب لبنان.

عين الجنوب

فيديو