أكثر من 10 آلاف أسرة تضررت.. إعصار تيج العنيد يعاود تهديد المحافظات الشرقية

الجنوب - منذ 1 سنة

      عين الجنوب | المهرة لا تزال التوقعات المناخية تحذر من عودة الإعصار تيج على جزيرة سقطرى والمناطق الساحلية في محافظتي المهرة وحضرموت شرق اليمن. وضرب الإعصار تيج المحافظات الثلاث خلال يومي 23 و24 أكتوبر الماضي، وأعقب ذلك هطول أمطار غزيرة في اليوم التالي، وما زالت معرضة للمزيد من الأمطار خلال الأيام القادمة، بينما وصلت تأثيرات الإعصار إلى عدة محافظات ساحلية وجبلية على امتداد الأراضي اليمنية. وشهدت المحافظات الثلاث هدوءاً نسبيا للإعصار خلال الأيام القليلة الماضية، لكن مركز الأرصاد الوطني ما زال يصدر نشرات تنبيهية وتحذيرية من هطول المزيد من الأمطار على المرتفعات الجبلية والسواحل الغربية ضمن مجال تأثيرات الإعصار. وكان الخبير في الطقس والتغيرات المناخية جميل الحاج قد كتب على صفحته في فيسبوك الجمعة، أن "الحالة المدارية الثانية في البحر العربي متوقعة بداية شهر نوفمبر الجاري"، ومن المحتمل أن "تضرب جزيرة سقطرى وتدخل الصومال وتتدفق عبر باب المندب وغرب خليج عدن نحو غرب اليمن من تاريخ 8 نوفمبر". وأشار الحاج إلى أنه لا توجد توقعات ثابتة لمسارات الحالة المدارية وقد تتغير، لكن توقعات تشكّلها أصبحت ثابتة.   وكان الإعصار تيج عاود نشاطه مساء الأحد، فوق البحر بين سقطرى والمهرة، في ظل توقعات بمعاودة نشاطه ابتداء من مساء الثلاثاء 1 نوفمبر، ودخوله المهرة بقوة إعصارية بين الدرجة الثالثة والثانية ما لم يحدث تحول في اتجاه مساره. 10 آلاف أسرة متضررة وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ذكر في نشرته الصادرة الثلاثاء 31 أكتوبر، أن عدد الأسر المتضررة من إعصار تيج منذ 23 أكتوبر بلغ 10 آلاف أسرة أغلبها في محافظة المهرة بعدد 7100 أسرة، و2682 في حضرموت و669 في سقطرى. وأشارت الهيئة الأممية إلى أن فرق العمل التابعة لها وللحكومة اليمنية ما زالت تعمل على تحديث تقديرات الأضرار على الأسر وعلى البنية التحتية للزراعة والصيد. وتركزت الأضرار على مديريتي حصوين والغيضة في المهرة ومديرية الريدة وقصيعر في حضرموت، وفي سقطرى شملت الأضرار كلا المديريتين حديبو وقلنسوة. ونالت المهرة النصيب الأكبر من هذه الأضرار، خاصة الغيضة عاصمة المحافظة بأكثر من 4 آلاف أسرة متضررة، كما شملت الأضرار في المحافظات الثلاث تدمير منشآت من البنية التحتية للمباني الخاصة والعامة وشبكات المياه والكهرباء والاتصالات، كما جرفت السيول بيوت النازحين ومزارع وأشجاراً معمرة وسيارات وقوارب صيد ومواشي، وانقطعت الطرق الرابطة بين المناطق، خاصة بين المكلا وقشن في حضرموت وبين الغيضة وحصوين وحات وسيحوت ومديريات أخرى في المهرة، مما أدى إلى صعوبة وصول المساعدات الإغاثية إلى المتضررين.   وذكرت النشرة أن أكثر من 4 آلاف أسرة نازحة تضررت جراء الإعصار وتأثيراته أغلبها في المهرة، مشيرة إلى أن التحديثات لا تزال جارية لحصر الأضرار وتقييم الاحتياجات الإنسانية للمتضررين التي قالت إنها تتمثل في الغذاء والمأوى والمواد غير الغذائية والدعم النفسي والاجتماعي على وجه الخصوص للأطفال والنساء. وكانت منظمة الصحة العالمية ذكرت الأحد، أن الوضع في المناطق اليمنية المتضررة من إعصار تيج تعاني من نقص الوقود في المستشفيات ومراكز عمليات الطوارئ. وأضافت: "تواجه المنظمة وغيرها من الجهات الفاعلة الإنسانية العديد من العقبات ونقصاً حاداً في التمويل لتتمكن من تحديد الاحتياجات متعددة القطاعات والاستجابة لها"، وقال الدكتور أرتورو بيسيغان، ممثل منظمة الصحة العالمية، "كما تحتاج المستشفيات في المناطق المتضررة إلى الوقود والإمدادات الطبية لتمكين التدخلات السريعة لاحتواء الزيادة في أعداد الذين يحتاجون للخدمات. هناك حاجة ماسة للسوائل الوريدية، المضادات الحيوية، الكواشف المختبرية، وكذلك المستلزمات الطبية للكوليرا وحمى الضنك والملاريا".   وقالت المنظمة إنها أعادت إنشاء خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية في مركز عمليات الطوارئ في محافظة المهرة كونها وسيلة الاتصال الوحيدة المتاحة لتنسيق عمليات الاستجابة بعد انقطاع شبكات الاتصالات والكهرباء التي دمرها الإعصار في المنطقة. وتدعم وزارة الصحة العامة والسكان ومنظمة الصحة العالمية وشركاء آخرون مستشفيين رئيسيين وثلاثة مستشفيات ثانوية و61 مركزاً للصحة العامة في اليمن. وقالت المنظمة إن كتلة الصحة التي تقودها بتنسيق الجهود لجميع الشركاء الصحيين المتواجدين ضمن شبكة كتلة الصحة في المكلا حركت 3 عيادات متنقلة إلى المناطق المتضررة. وتم إرسال أكثر من 4100 حقيبة طوارئ عبر كتلة آلية الاستجابة السريعة إلى المناطق المتضررة في محافظة المهرة. وبدأت السلطات المحلية في محافظة المهرة وسقطرى بإزالة المياه وفتح الطرق منذ يوم الثلاثاء، 24 أكتوبر. بالإضافة إلى ذلك، أرسلت منظمة الصحة العالمية وكتلة الصحة أدوية أساسية ومجموعات جراحية وإمدادات طبية تبلغ قيمتها حوالي 80 ألف دولار أمريكي، وكما تم توفير المخزونات الطبية الأساسية إلى جزيرة سقطرى. وفيما شاركت في أعمال الإغاثة منظمات مدنية محلية، اتخذت السلطات المحلية في المحافظات الثلاث إجراءات شملت فتح الطرقات المغلقة وإعادة تشغيل الكهرباء والاتصالات بعد أيام من انقطاعها. والأحد زار رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، محافظة المهرة وعقد اجتماعاً بالسلطة المحلية والجهات الحكومية ذات العلاقة بتداعيات الإعصار، ووجه بسرعة إغاثة المتضررين، مشيداً بسرعة استجابة مركز الملك سلمان للإغاثة في تقديم المساعدات للمتضررين.   وبينما لم ترد معلومات مؤكدة عن حجم الخسائر البشرية الناجمة عن إعصار تيج في اليمن، أفادت وسائل إعلام عربية أن عدد الوفيات والمصابين قد يتجاوز الأربعين شخصاً، بينما أفادت معلومات محدّثة عن مركز أخبار الأمم المتحدة بأن عدد المتضررين من الإعصار قد يرتفع إلى قرابة 70 ألف شخص في جميع أنحاء البلاد. يذكر أن المحافظات الشرقية اليمنية تتعرض سنوياً لعواصف وأعاصير استوائية ومدارية مدمرة، خاصة المناطق الساحلية على بحر العرب وجزيرة سقطرى. وزادت هذه الأعاصير المدمرة شراسة خلال السنوات العشر الأخيرة بسبب التغيرات المناخية التي تعتبر اليمن من أشد البلدان المتضررة منها

عين الجنوب

فيديو