كهرباء عدن.. انهيار الخدمة شتاءً وغياب أي حلول جذرية ينذر بصيف مأساوي

تقارير - منذ 1 سنة

عدن|| عين الجنوب|| عمار علي أحمد: على الرغم من انتهاء فصل الصيف؛ تواصل مسلسل انهيار خدمة الكهرباء بالعاصمة عدن خلال شهر أكتوبر الماضي، جراء عجز الحكومة عن توفير الوقود؛ ما يرسم صورة قاتمة عن ملامح الوضع خلال الصيف القادم في ظل غياب أي حلول جذرية للأزمة. اللافت أن انهيار الخدمة خلال شهر أكتوبر بلغ مستويات قياسية وغير مسبوقة على الرغم من تراجع الطلب على الخدمة مع انتهاء فصل الصيف؛ حيث وصل الانهيار إلى 12 ساعة إطفاء متواصلة مقابل ساعة واحدة فقط؛ جراء نفاد الوقود عن محطات التوليد وعجز الحكومة عن توفيره. هذا العجز جاء على الرغم من إعلان رئيس الوزراء معين عبدالملك في مؤتمر صحفي عقده بقصر المعاشيق مطلع سبتمبر الماضي بأن الحكومة تمكنت من تأمين وقود الكهرباء حتى نهاية شهر أكتوبر؛ ليتضح لاحقاً بأن الأمر كان عبارة عن منح وقود مجانية تقدمت بها الإمارات بـ70 ألف طن من مادتي الديزل والمازوت وجرى التكتم عليها من قبل الحكومة. نفاد المنحة الإماراتية مع بداية شهر أكتوبر أعاد مسلسل تدهور خدمة الكهرباء وفضح مزاعم رئيس الوزراء بتأمين الوقود؛ وكشف عجز الحكومة عن شراء شحنة وقود بسبب الأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها جراء وقف تصدير النفط منذ نحو عام نتيجة هجمات مليشيات الحوثي على موانئ التصدير. التجاهل الواضح من قبل الحكومة لمعالجة الأمر يعود إلى إدراكها للتأثير المحدود لانهيار خدمة الكهرباء شعبياً بسبب انتهاء فصل الصيف وانخفاض درجات الحرارة؛ إلى جانب تقارير إعلامية تحدثت عن تدخل سعودي وعودة منحة وقود الكهرباء. إلا أن ذلك لا يعدو عن كونه حلاً مؤقتاً للأزمة وترحيلاً لها إلى الصيف القادم الذي من المتوقع أن يواجه فيه أبناء المدينة وضعاً مأساوياً؛ بالنظر إلى عدد من المؤشرات والحقائق التي تؤكد غياب الحلول الجذرية لملف الكهرباء، فنجاح الحكومة في توفير وقود الكهرباء لن يحل الجذر الحقيقي للأزمة، والمتمثل في محدودية التوليد مقارنة مع ارتفاع الطلب على الخدمة سنوياً. فحجم التوليد الحالي لا يتعدى 300 ميجاوات، في حين تجاوزت أحمال المدينة مع نهاية الصيف الماضي 700 ميجاوات للمرة الأولى، ومن المتوقع أن تصل الصيف القادم إلى 750 ميجاوات، ومع فاقد في الطاقة يتجاوز الـ40% فإن حجم التوليد الفعلي خلال الصيف القادم -في حالة نجاح الحكومة في توفير الوقود- لن يغطي أكثر من ثلث الطلب على الطاقة في عدن. في حين لا تظهر أي مؤشرات على تحرك جاد من قبل الحكومة لمعالجة الأمر بحلول جذرية، وعلى رأسها استكمال مشروع تصريف الطاقة المتعثر منذ سنتين والذي سيمكّن من إدخال محطة بترومسيلة بطاقتها الكاملة 264 ميجاوات، مع غياب أي معلومات عن قرب عودة المحطة القطرية 60 ميجاوات التي جرى نقل توربينها إلى هولندا لصيانته في مايو الماضي على أن تعود خلال شهر نوفمبر الحالي. ومع افتراض عودة المحطة القطرية وتشغيل محطة بترومسيلة بطاقتها الكاملة، فإن المحطتين ستواجهان أيضاً تحدياً في قدرة الحكومة على تأمين الوقود لهما، في ظل عجزها الحالي عن تزويد محطة بترومسيلة بوقود النفط الخام من حقول الإنتاج في شبوة بشكل مستمر على الرغم من أنها تعمل بشكل جزئي فقط، وهو ما أدى لتوقفها منتصف أكتوبر الماضي. وما يضاعف من التشاؤم حول وضع الصيف القادم، هو الشكوك والمخاوف التي تدور حول إنجاز مشروع محطة الطاقة الشمسية الذي تموله دولة الإمارات في منطقة بئر أحمد شمالي عدن بقوة 120 ميجاوات والذي يعد مشروعاً استراتيجياً مهماً والأكبر من نوعه في اليمن. المشروع الذي كان من المفترض إنجازه في شهر يونيو الماضي، تؤكد الشركة المنفذة بأن العمل سينتهي بالمشروع بحلول أواخر العام الجاري، إلا أن المخاوف تدور حول عدم البدء في الجزء المهم من المشروع المتعلق بالنقل والتصريف ومد خطوط النقل من موقع المشروع إلى منطقة الحسوة، وهو ما يثير الشكوك من إمكانية الانتهاء من المشروع قبل حلول فصل الصيف القادم.

عين الجنوب

فيديو