تاريخ مصنع تعليب الأسماك في شقرة: من الازدهار إلى التدهور خلال الاحتلال اليمني

تقارير - منذ 11 شهر

عدن|| عين الجنوب|| خاص: في تاريخ الجنوب العربي، لا يمكن تجاوز الآثار السلبية التي خلفها نظام الاحتلال اليمني على الصناعة في الجنوب، ومن بين المصانع التي تضررت بشكل كبير كان مصنع تعليب الأسماك في شقرة بمحافظة أبين، كان هذا المصنع يعتبر رمزًا للتطور والازدهار الصناعي في المنطقة، حيث كان يُصدر منتجات التونة للخارج وكانت تحظى بسمعة جيدة في الشرق الأوسط. في عام 1976م تأسس مصنع تعليب الأسماك في شقرة بمحافظة أبين، حيث احتل مكانة رفيعة كأحد أفضل مصانع التونة بالشرق الأوسط، تأسس المصنع العملاق خلال فترة حكم الرئيس سالمين، الذي أرسل عددًا كبيرًا من الطلاب المبتعثين إلى اليابان للحصول على التدريب اللازم، وعندما عادوا، قدموا خبراتهم الثمينة لتأسيس هذا المصنع العملاق، الذي استوعب في ذلك الوقت 197 موظفًا. لقد اشتهر المصنع بجودة منتجاته ومذاقها الفريد، مما جعله يحظى بسمعة طيبة ومرغوبية كبيرة في الأسواق الخارجية. ولكن مصير المصنع تغير بشكل جذري في عام 1994م، خلال فترة الاحتلال اليمني البغيض، حيث تعرض العديد من المصانع في المنطقة للاستهداف، بما في ذلك المصنع العريق في شقرة. وبالرغم من استمرار بعض المعدات في العمل حتى عام 2002، إلا أن النظام السياسي في صنعاء اتخذ قرارًا سياسيًا بإيقاف المصنع ونقل المعدات العاملة فيه إلى شركات أخرى في مناطق مختلفة من اليمن، هذا القرار السياسي أدى إلى احتجاز حقوق العمال وعدم دفع مستحقاتهم المالية التي كانت تبلغ حوالي 13 مليون ريال في ذلك الوقت. تلك الأحداث المؤلمة في مصنع تعليب الأسماك في شقرة تجسد الظلم الذي تعرضت له الصناعة والاقتصاد في الجنوب بيد نظام الاحتلال اليمني، لقد أدى تدمير الصناعة والمصانع في الجنوب إلى تدهور الاقتصاد المحلي وفقدان فرص العمل للعديد من السكان، وعلى الرغم من مرور سنوات على هذه الأحداث، إلا أن آثارها لا تزال ماثلة في ذاكرة الناس وتعتبر جرحًا مؤلمًا في تاريخ الاحتلال اليمني البغيض.

عين الجنوب

فيديو