ما يجب أن يعرفه كل اليمنيين: جيش الحوثي ليس لأجل اليمن

تقارير - منذ 9 شهر

  عين الجنوب في سياق تصعيدها للهجمات العسكرية على سفن الشحن البحري في المياه اليمنية، تستمر مليشيا الحوثي بالتغرير بشباب وأطفال اليمن في مناطق سيطرتها للالتحاق بدورات تدريب قتالي في صفوفها. الأرقام التي أعلنها زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي في خطابه الأخير الخميس، لعدد من تم تجنيدهم للقتال في صفوف الجماعة يجب أن تؤخذ بالاعتبار من قبل مجلس القيادة الرئاسي، ويجب أن تتحرك المنظمات الحقوقية للتحقيق واستقصاء عدد الأطفال بين هؤلاء المجندين، خاصة بعد ظهور طفل في إحدى المناورات العسكرية التي أجرتها المليشيا الحوثية مؤخرا. زعيم الحوثيين أعلن أن عدد من تم تجنيدهم منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بلغ 165 ألفا و429 مجندا، معلنا أيضاً أن هذا العدد يضاف إلى 600 ألف مقاتل تم تجنيدهم خلال سنوات الحرب الماضية منذ 2015. بحسب هذا الاعتراف بعدد المجندين، يتجاوز تعداد جيش الحوثي 765 ألف مقاتل، وإذا كان هذا العدد قابلا للزيادة من خلال توسيع نطاق التجنيد في جميع مناطق سيطرة المليشيا كما أعلن الحوثي في نفس الخطاب، فقد يصل العدد إلى مليون مقاتل، الأمر الذي يجعل البلاد مفخخة بمليون شخص يعتنقون عقيدة قتالية ضد ملايين اليمنيين المعارضين لمشروع الحوثي في حكم اليمن. يستغل الحوثيون كل فرصة متاحة لتجنيد المقاتلين إلى صفوفهم وتطوير الأسلحة وتصنيعها، وإذا كانت إيران تدعمهم بخبراء التصنيع الحربي والمواد اللازمة لهذا التصنيع، فهذا لا يعني أن المليشيا الحوثية لا تستغل الكفاءات والعقول اليمنية في مناطق سيطرتها. فقد أنشأت الجماعة خلال السنوات الأخيرة لجنة خاصة بالابتكار موجهة للشباب وطلبة الجامعات لتقديم مشاريع ابتكارية جديدة، وتستغل الجماعة هذه اللجنة كغطاء لتجنيد العشرات من الشباب النوابغ سنويا، خاصة في مجال الإلكترونيات والأمن الرقمي والتصميم الهندسي. مقابل كل هذا النشاط الحوثي في بناء ترسانته الحربية وتطويرها، ماذا تفعل الحكومة الشرعية والأطراف الممثلة في مجلس القيادة الرئاسي؟ ما زالت عاجزة عن دفع مرتبات الموظفين الحكوميين وتطالب المجتمع الدولي بدعمها اقتصاديا وعسكريا، ومعظم الدعم المقدم يتلاشى في أنفاق مظلمة، فلا هو ساعد على استقرار العملة الوطنية وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين، ولا وظفته في بناء وتطوير قدراتها العسكرية. تحالف الحوثيون مع دولة واحدة وأقنعوها بدعمهم سياسيا وعسكريا ولا يستبعد تلقيها أيضا مساعدات مالية عبر الهيئات الشيعية في المنطقة، بينما عجزت الحكومة الشرعية عن إقناع عشرات الدول الداعمة لها في حسم المعركة ضد مليشيا الحوثي. ومن خلال تقارير الفساد وسوء الإدارة التي ترشح بين وقت وآخر، فلم يعد خافيا سوء تصرف الحكومة بمليارات الدولارات من الدعم الإقليمي والدولي لها، إضافة إلى سوء التنظيم والقيادة في أوقات الحرب. هذه النتائج الصادمة لما أسفرت عنه تسع سنوات من الحرب ضد مليشيا انبعثت من غبار التاريخ الأسود للنظام الإمامي في اليمن، هي نتائج قاسية على اليمنيين والأشقاء العرب الذين دعموا الحكومة طيلة هذه السنوات. وإذا كانت أمريكا وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي هي التي حالت دون إتمام حرب إنهاء الانقلاب الحوثي واستعادة مؤسسات الدولة، فلماذا لا تستغل الحكومة والأطراف المنضوية تحت رايتها أخطاء المليشيا الحوثية في مهاجمة خطوط الملاحة البحرية وتصعيدها على جبهات القتال الداخلية رغم التزام الحكومة بالهدنة؟ هذا ما يقوله مئات النشطاء والمراقبين المعارضين للمشروع الحوثي، لكن صناع القرار في الحكومة وحلفاؤها الإقليميون والدوليون لا يصغون ولا يرغبون بالتصادم مع إيران، رغم تنكيل إيران وأذرعها بهم وبمصالحهم الاستراتيجية. لا يعترف الحوثيون بالهدنة، وفي مقابلته الأخيرة مع عضو ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى لسلطة الحوثيين، محمد علي الحوثي مع وكالة MintPress، قال بوضوح "ليس هناك هدنة ولكن هناك خفض للتصعيد". الكثير من خطابات وتصريحات القيادات الحوثية، ناهيك عن سلوك سلطتهم، مليئة بالأخطاء والهفوات التي يمكن أن تستغلها الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي لقلب موازين القوى. وفي نفس المقابلة قال محمد علي الحوثي ردا على سؤال حول دقة هجماتهم البحرية في عدم استهداف سفن لا علاقة لها بإسرائيل وأمريكا وبريطانيا، أجاب بالنفي، لكن بالاستناد إلى ما سماها "البيانات العسكرية التي نثق بها" للناطق العسكري باسم الجماعة، مضيفا إن بريطانيا وأمريكا لم تثبتا عكس تلك البيانات. من الواضح ما تتضمنه هذه الإجابة من أن القيادي الحوثي الذي يوصف بصاحب النفوذ الأقوى في سلطة الحوثيين ليس متأكدا من تفاصيل العمليات العسكرية التي تشنها جماعته تحت لافتة مناصرة إخواننا الفلسطينيين ضد العدوان الإسرائيلي، وهو ما يشير إلى المزيد من الثغرات في بنية الجماعة وتعدد أجنحتها. وفيما يدعو زعيم الجماعة في كل خطاباته مؤخرا إلى توسيع نطاق حشد وتجنيد المقاتلين في جميع مناطق سيطرة الجماعة تحت ذريعة ما يسمونه "الجهاد المقدس"، يقوم محمد علي الحوثي بجولات مكثفة في المناطق التي ينشط تجنيد المقاتلين فيها، وفي هذه المقابلة الأخيرة، قال إن جماعته تريد "بناء الجمهورية اليمنية وبناء المواطن اليمني"، في تناقض صارخ بين هذا الادعاء وبين خططهم التي تسوق المواطن اليمني إلى محارق الموت لخدمة مشروعهم الطائفي. إذا ما استمر الحوثيون في حملات التجنيد هذه تحت مظلة مناصرة القضية الفلسطينية، فلا يستبعد أن يتجاوز عدد مقاتليهم المليون مقاتل، وفي ظل التعبئة الطائفية المعادية للقوى المناهضة لمشروعهم السلالي، يتوجب على قيادات الحكومة الشرعية وجميع المناوئين للمشروع الحوثي أن يواجهوا حملات التغرير الحوثية بالشباب اليمني، بحملات مضادة تؤكد على أن جيش الحوثي ليس لأجل اليمن ولا لأجل فلسطين، بل لخدمة مشروع إعادة اليمن إلى دهاليز التاريخ المظلم لحكم الأئمة

عين الجنوب

فيديو