الشهيد القائد عبداللطيف السيد .. قائد مكافحة الإرهاب ومهندس الأمان في الجنوب

تقارير - منذ 2 شهر

عين الجنوب - شيوة حرة:

في ظل التحديات الأمنية الكبيرة التي واجهتها محافظات الجنوب، تصدر الشهيد القائد عبداللطيف السيد المشهد كأحد أبرز الشخصيات العسكرية التي قادت جهود مكافحة الإرهاب والتصدي للمليشيات الحوثية التابعة لإيران، والمدعومة من قوى يمنية مختلفة. 

وعن طريق قيادته لقوات الحزام الأمني والقوات المسلحة الجنوبية، تمكن الشهيد القائد عبداللطيف السيد من تحقيق إنجازات إستراتيجية أثرت بشكل كبير على مجريات الصراع في الجنوب، وأسهمت في استقرار الأمن في المناطق المحررة.

البدايات والتحديات:

منذ أن تولى الشهيد القائد عبداللطيف السيد قيادة قوات الحزام الأمني في محافظة أبين، كانت المحافظة تعاني من انتشار واسع للعناصر الإرهابية المتطرفة التي كانت تستغل الظروف السياسية والأمنية المتردية لتنفيذ عملياتها. 

تلك العناصر كانت مدعومة بشكل مباشر وغير مباشر من مليشيات الحوثي والإخوان الإرهابيتين، التي كانت تسعى لزعزعة استقرار الجنوب كجزء من مخططاتها الأوسع للسيطرة عليه.

أدرك السيد منذ البداية أن المهمة ليست سهلة، وأن التصدي لهذه التهديدات يتطلب استراتيجية متكاملة تشمل العمليات العسكرية المكثفة، والتعاون الاستخباراتي، بالإضافة إلى كسب دعم السكان المحليين لضمان تحقيق النصر.


دور الحزام الأمني في إطار المجلس الانتقالي الجنوبي

تعتبر قوات الحزام الأمني إحدى الأذرع العسكرية الرئيسية للمجلس الانتقالي الجنوبي، وتهدف إلى حماية الجنوب من التهديدات المختلفة، بما في ذلك الإرهاب ومليشيات الحوثي والإخوان. 

تحت قيادة السيد، لعبت هذه القوات دورًا حاسمًا في حماية المناطق المحررة من عودة العناصر الإرهابية، وضمان بسط الأمن والاستقرار في مختلف محافظات الجنوب.


عملية سهام الشرق

الإنجازات والأهداف

أحدى أهم العمليات العسكرية التي قادها عبداللطيف السيد كانت عملية “سهام الشرق”.

هذه العملية لم تكن مجرد حملة عسكرية عادية، بل كانت عملية استراتيجية تهدف إلى تطهير محافظة أبين، والمحافظات المجاورة لها، من الوجود الإرهابي الذي كان يمثل خطرًا كبيرًا على استقرار الجنوب.

التخطيط والتنفيذ..عملية “سهام الشرق” جاءت بعد دراسة دقيقة للوضع الأمني في المنطقة، وتحديد مواقع تمركز العناصر الإرهابية. كان التخطيط لهذه العملية يعتمد على عدة محاور، منها:

1. التنسيق الاستخباراتي: جمع المعلومات الاستخباراتية حول تحركات الإرهابيين وخططهم المستقبلية، وهو ما ساعد في توجيه الضربات العسكرية بدقة. 

 2. العمليات البرية والجوية: تم تنفيذ العديد من الهجمات البرية المدعومة بضربات جوية دقيقة، وهو ما أدى إلى تدمير معاقل الإرهابيين والقضاء على عدد كبير منهم.

3.التعاون مع السكان المحليين: حرص السيد على إشراك السكان المحليين في هذه العملية، سواء عن طريق تقديم المعلومات أو عن طريق دعم القوات على الأرض، مما ساعد في تعزيز الثقة بين القوات والمجتمع المحلي.

النتائج:

بفضل هذه الاستراتيجية المتكاملة، تمكنت قوات الحزام الأمني من تطهير مناطق واسعة في أبين من العناصر الإرهابية.

العملية أسفرت عن اعتقال العديد من القيادات الإرهابية، وتفكيك شبكات تمويل ودعم كانت تتلقى دعماً مباشراً من مليشيا الحوثي الارهابية.

كما تم تأمين الطرق الرئيسية والمواقع الحيوية، مما ساهم في إعادة الحياة إلى طبيعتها في المناطق المحررة.

التحديات:

 حققته عملية “سهام الشرق”، إلا أن الشهيد القائد عبداللطيف السيد واجه تحديات كبيرة في اثناء فترة قيادته. من أبرز هذه التحديات:

1. التكتيكات الجديدة للإرهابيين: مع تزايد الضغط العسكري، بدأت العناصر الإرهابية في تبني تكتيكات جديدة مثل الهجمات الانتحارية وزرع العبوات الناسفة على الطرقات، وهو ما استدعى تغييرًا في الاستراتيجية الأمنية.

2. الدعم الخارجي للإرهابيين: رغم الحصار المفروض على العناصر الإرهابية، إلا أن دعم مليشيات الحوثي والإخوان لهم ساهم في إمدادهم بالسلاح والتمويل، ما جعل من الصعب القضاء عليهم بشكل نهائي.

3. الضغوط السياسية: كانت هناك محاولات من بعض القوى السياسية في اليمن للتأثير على العمليات العسكرية في الجنوب، سواء عن طريق الضغط الدولي أو عن طريق محاولات التفاوض مع الإرهابيين، وهو ما كان يعقد المهمة أمام السيد وقواته.


إرث عبداللطيف السيد وتأثيره على القوات المسلحة الجنوبية:

استشهاد القائد عبداللطيف السيد كان خسارة كبيرة للقوات المسلحة الجنوبية وللمجلس الانتقالي الجنوبي. ومع ذلك، فإن الإرث الذي تركه يستمر في التأثير على استراتيجيات القوات الجنوبية في مكافحة الإرهاب.

بفضل الشهيد السيد، تعلمت القوات الجنوبية كيفية مواجهة التهديدات المعقدة بطرق مبتكرة وفعالة.

كما أن استشهاده أصبح حافزًا للقوات الجنوبية لمواصلة المعركة ضد الإرهاب والمليشيات الحوثية بنفس الروح القتالية العالية التي تميز بها الشهيد السيد.

حيث يعتبر الشهيد القائد عبداللطيف السيد اليوم رمزًا للشجاعة والولاء للوطن، ومثالاً يُحتذى به في التضحية من أجل الدفاع عن الأرض والشعب الجنوبي.


الخلاصة:

إن إنجازات الشهيد عبداللطيف السيد في مكافحة الإرهاب في الجنوب تمثل فصلًا مهمًا في تاريخ النضال الجنوبي ضد التهديدات التي تستهدف استقرار المنطقة. 

وبفضل قيادته الحكيمة وشجاعته، تمكنت قوات الحزام الأمني من تحقيق انتصارات حاسمة في معركتها ضد الإرهاب المدعوم من مليشيات الحوثي.

ورغم استشهاده، سيظل إرثه العسكري ملهماً للأجيال القادمة من المقاتلين الجنوبيين، الذين سيواصلون الدفاع عن أرضهم بروح الفداء والتضحية. 

فيديو