حزب الإصلاح.. طعنة الغدر التي فتحت أبواب صنعاء للحوثيين

تقارير - منذ 2 شهر

صنعاء ||عين الجنوب ||خاص:

تعتبر أحداث سقوط العاصمة اليمنية صنعاء في أيدي جماعة الحوثي عام 2014 من أبرز المحطات في تاريخ اليمن المعاصر. وقد أثار هذا الحدث الكثير من الجدل والتساؤلات حول الأسباب التي أدت إليه والدور الذي لعبته مختلف القوى السياسية اليمنية، لا سيما حزب الإصلاح وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان يرأسه علي عبدالله صالح.

تدور العديد من الاتهامات حول دور حزب الإصلاح وحزب المؤتمر الشعبي العام في تسهيل دخول الحوثيين إلى صنعاء. حيث يتهم البعض حزب الإصلاح بالتآمر مع الحوثيين لتقويض النظام السياسي في اليمن، بينما يتهم آخرون علي عبدالله صالح باستخدام الحوثيين كأداة للضغط على خصومه السياسيين، فالحقيقة تبدو بان كل من حزب الاصلاح والمؤتمر الشعبي العام هما من فتح ابواب صنعاء اليمنية للحوثي.  

في هدا التقرير نتطرق لدور حزب الاصلاح في اسقاط البلاد للكهنون يقال في الحكم: "الطريق إلى الجحيم مفروش بالنوايا الطيبة"، لكن يبدو أن حزب الإصلاح في اليمن لم يكتفِ بالنوايا، بل سار عمدًا في طريق التفريط والخيانة. ففي مثل هذا اليوم، 18 سبتمبر 2014، بدأ الحوثيون حصارهم القاتل على صنعاء. بينما كان أبناء اليمن يراقبون مصير عاصمتهم بأعين قلقة، كان الإصلاح مشغولاً بعقد الصفقات السياسية، مفتحًا الأبواب على مصراعيها أمام الميليشيات الحوثية الإرهابية، التي استغلت غياب المقاومة وانعدام المواجهة لتحتل صنعاء في 21 سبتمبر.

لقد كان هذا الحدث كالسهم الذي خرج من القوس دون رجعة، ونتائج ذلك اليوم لا تزال تلقي بظلالها الكئيبة على واقع اليمن والمنطقة حتى الآن. وكما يقال، "من حفر حفرة لأخيه وقع فيها"، هكذا فعل حزب الإصلاح، الذي تصدر المشهد في 2011 مُطالبًا بإسقاط نظام صالح، ليجد نفسه بعدها أسيرا لتحالفاته المشبوهة مع جماعات الغوغاء والفوضى. فبدلاً من التصدي لزحف الحوثيين على صنعاء، كان الإصلاح هو أول من وقع على اتفاق "السلم والشراكة" في 21 سبتمبر 2014، وكأنهم قد وضعوا توقيعهم على وثيقة بيع البلاد.

إن حزب الإصلاح لم يكن فقط شريكًا في جريمة تسليم صنعاء، بل تحول إلى رمز للتواطؤ والخذلان. فقد روجوا لأنفسهم كقوة مقاومة، لكن الحقيقة أن مواقفهم كانت بمثابة خنجر في خاصرة الشعب. كالجندي الذي يترك سلاحه في أرض المعركة ويتظاهر بالقتال، ظل الإصلاح يعلن تأييده لحملة التحالف العربي بعد أن أصبحت الميليشيات الحوثية على أبواب عدن. لكن ما الفائدة من تأييد يأتي بعد فوات الأوان؟ وكما يقول المثل: "بعد خراب مالطا".

وفي جبهات نهم وصرواح، أصبحت القوات الموالية لحزب الإصلاح مسرحًا للسخرية. فمنذ نهاية 2016، توقفت عجلة القتال، وكأنها جبهات هادئة في زمن الحرب. لم تحرك القوات ساكنًا، بل باتت هذه الجبهات أشبه بقطع الشطرنج المتجمدة، لا تتحرك إلا وفق أوامر خارجية، والمصلحة الوحيدة التي تحركها هي البقاء في المشهد السياسي، وإن كان ذلك على حساب معاناة الشعب.

ولعل أكثر ما فضح تواطؤ حزب الإصلاح هو صمتهم المريب خلال انتفاضة الرئيس الراحل علي عبد الله صالح ضد الحوثيين في ديسمبر 2017. حينها، كانت اليمن كلها تنتظر تحرك ألوية الجيش في "نهم وصرواح" لشن هجوم يغير موازين المعركة. لكن ماذا كان رد الإصلاح؟ لا شيء. صالح قُتل في منزله بصنعاء، والإصلاح كان يحتفي بمصرعه وكأنه انتصار لهم. 

اليوم، وبعد سنوات من تلك الأحداث الدامية، يدفع الشعب اليمني ثمن طعنات الغدر والخيانة. وكما يقول المثل: "إذا أردت أن تعرف أخلاق رجل، فانظر إلى أفعاله في لحظات الشدة"، لقد كشف حزب الإصلاح عن حقيقته عندما كانت البلاد بحاجة لمن يدافع عنها، ولكنه فضّل المصالح الضيقة والتحالفات المشبوهة على مصلحة البلاد. 

إن التاريخ لا ينسى، والشعب لن ينسى من كان سببًا في هذا الخراب. وكما أن السيف لا يجرح إلا حين يسقط من يده، كذلك الإصلاح لم يسقط فقط في نظر الشعب، بل أوقع محافظات الشمال في براثن الحوثيين.

فيديو