التخادم الحوثي - الإخواني وسيلة لضرب إستقرار الجنوب.

السياسة - منذ 2 شهر


عين الجنوب | عدن - خاص

تقرير مفصل حول أهداف التحالف الإرهابي بين الحوثي والإصلاح وخطره على الجنوب وحلفاؤه ، وفقاً لتقارير وأحداث ميدانية

تشهد المنطقة صراعاً معقداً يتمحور حول عدة فصائل سياسية وعسكرية تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة، ومن بينها التحالف غير المعلن بين الحوثيين وحزب التجمع اليمني للأرهاب (الإخوان ومرتزقته في الجنوب). يثير هذا التعاون تهديد حقيقي، حيث يواجه الجنوب تحديات متعددة من أجل استعادة دولته كحق مشروع ووطني وأستراتيجي يتوافق مع أهداف التحالف العربي بشكل كلي. ولكن التحالف الحوثي إخواني يمثل خطراً متزايداً على الجنوب، علاوة على أنه يشكل تهديداً لأهداف المجلس الانتقالي الجنوبي وحلفائه في جهودهم لمواجهة الإرهاب والحفاظ على الأمن والتصدي البارز ضد ميليشيا الحوثي، وإرهاب التجمع.

أهداف التعاون الحوثي والإصلاحي:
توحيد الجهود ضد شعب الجنوب والتحالف العربي:
فبجانب دورهم السلبي والرئيسي في عرقلة جهود التنمية والإستقرار الإقتصادي في الجنوب يجمع الحوثيون والإصلاح مصلحة مشتركة في مواجهة القوات الجنوبية وإضعاف سلطتها في الجنوب والمنطقة رغم أنها كانت الوحيدة التي برزت ضد الغزو الحوثي في 2015 ولا زالت حتى الآن. وعلى الرغم من التناقضات العقائدية والسياسية بين الجانبين، إلا أن مصلحتهما المشتركة تتمثل في منع حق الشعب الجنوبي في إستعادة دولته، أطلقوا فيها عدة تشويهات وحملات إعلامية ممنهجة ضد قيادات وكوادر شعب الجنوب طالت هذه الحملات الممنهجة، حلفاء الجنوب، أبرزها وصف القوات الجنوبية النظامية بالمرتزقة، وعملاء للإمارات، في هدف واضح، لزعزعة وحدة الصف، وفقدان الثقة، وزرع للفتنة، من خلال إعلامهم الذي حاول ويحاول إستغباء الشعب الجنوبي وإستحماره، علاوة على دعواتهم المتكرره لعادات جاهلية، أنطلت فيها حربهم المزيفة ضد إسرائيل، والذي يهدف الى الحصول على حاضنة في الجنوب تعزز دورهم في الإستمرار في إحتلالهم الممنهج والهمجي.

تاريخ التحالفات: ظهر التعاون بشكل أوضح في عدة مواقف، منها التعاون العسكري غير المباشر في بعض الجبهات ضد القوات الجنوبية، رغم عدم الإعلان الرسمي عن هذا التحالف.

السيطرة على الموارد الاستراتيجية:
الموانئ والموارد: يسعى الحوثيون والإصلاح للسيطرة على المناطق التي تحتوي على موارد اقتصادية واستراتيجية في الجنوب، بما في ذلك الموانئ الرئيسية والمناطق النفطية، ما يعزز من قدرتهم على التحكم بالاقتصاد والسيطرة على التجارة الدولية وفقاً لخطة أعدها حلفاؤهم في إيران وتركيا.

التنافس على السلطة: الجنوب يُعتبر منطقة استراتيجية مهمة بسبب موانئه وموقعه الجغرافي المطل على خطوط الملاحة الدولية، وهو ما يجعله هدفاً رئيسياً لتعزيز نفوذهما وخدمة لأجندة دول إقليمية متورطة في دعم الإرهاب.

إضعاف التحالف العربي:
كلا الحوثيين والإصلاح يسعيان لإضعاف التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، والذي يدعم بشكل أساسي القوات الجنوبية التي حاربت الإرهاب وتصدت لمحاولات التسلل الحوثية، وهذا يتعارض مع مصالح الجماعتين، فالإصلاح يسعى الى نشر نفوذه عبر دعم القاعدة والجماعات الإرهابية، مما يجعله بعيداً عن التهم والإنتقادات التي ستوجه له، علاوة على أن القوات الجنوبية بالمرصاد لو اتخذت المواجهه منحى صراع عسكري مباشر، بينما الحوثيين يسعون لنشر بطولاتهم المزيفة للحصول على تأييد من بعض الإطراف في الجنوب، ولكن يجب أن نفهم أن المعركة ليست ضد إسرائيل، بل ضد الجنوب، مما يعزز أن على القيادة الجنوبية إتخاذ إجراءات أمنية أكثر صرامة بالتعاون والتنسيق المباشر مع الأشقاء، علاوة على الضرب بيد من حديد، لكل من يحاول العبث بأمن وإستقرار الجنوب من أحزاب اليمنية بشقيها، الإصلاح والحوثي.

أحداث واقعية تؤكد التحالف الحوثي والإصلاحي:
التعاون العسكري غير المباشر:
في بعض الجبهات، كانت هناك أدلة تشير إلى تعاون غير مباشر بين قوات الإصلاح والحوثيين، خاصة ما حول الساحل الغربي. حيث انسحبت قوات الإصلاح في بعض الحالات، مما سمح للحوثيين بالتقدم نحو المناطق الجنوبية التي تسيطر عليها القوات الجنوبية. هذه التحركات أكدت وجود نوع من التنسيق بين الجانبين رغم التناقضات الظاهرية المزيفة.


موقف حزب الإصلاح من الحوثيين:
في عدة مناسبات، رفض حزب الإصلاح اتخاذ موقف قوي ضد الحوثيين، سواء في البرلمان اليمني أو في الحوار الدولي. هذا يعكس تواطؤاً واضحاً بين الحزبين يهدف إلى استخدام الحوثيين كوسيلة للضغط على الجنوب والتحالف العربي.


الدور المزدوج للإصلاح في مأرب:
قوات الإصلاح في مأرب، رغم تعرضها لهجوم من الحوثيين، تجنبت المواجهة الحقيقية في عدة مناطق حيوية، وركزت بدلاً من ذلك على تعزيز تواجدها في الجنوب، ما يثير الشكوك حول تحركاتها وتوجهاتها الحقيقية في السيطرة على ما قد تم تحريره.

تقارير دولية تؤكد التعاون وخطره على الجنوب:
تقارير الأمم المتحدة:
في تقارير صادرة عن فريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن، أشاروا إلى أن هناك أدلة مباشرة على أن حزب الإصلاح لم يلتزم بقرارات المجتمع الدولي فيما يتعلق بمواجهة الحوثيين، وأبرزت أن هذا التردد يعكس تنسيقاً غير مباشر مع الحوثيين في عدة جبهات. هذه التقارير تؤكد أن كلا الطرفين يستفيدان من الفوضى ونشرها لتحقيق أهدافهما الخاصة، بغض النظر عن التكلفة التي يدفعها الشعب، وخاصة شعب الجنوب.


تقارير منظمات حقوق الإنسان:
أشارت بعض التقارير الحقوقية إلى أن هناك انتهاكات لحقوق الإنسان في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون والإصلاح، وخاصة في المناطق الحدودية مع الجنوب. حيث تعمل هذه الفصائل على تعزيز سيطرتها من خلال التضييق على الحريات واستغلال الموارد الاقتصادية للمواطنين، ما يزيد من الفقر ويؤجج الصراع في  المنطقة.

تقارير إعلامية دولية:
أشارت تقارير إعلامية من قِبل وكالات أنباء عالمية مثل رويترز وبي بي سي إلى وجود تنسيق ميداني بين قوات الإصلاح والحوثيين في بعض المناطق، وهو ما يؤكد وجود مصالح مشتركة في تقويض جهود التحالف العربي في الجنوب.


الخطر على الجنوب:
زعزعة الاستقرار الأمني:
أدى التعاون والتحالف العميق منذ بداية عاصفة الحزم بين الحوثيين والإصلاح إلى زعزعة الأمن في الجنوب، حيث يسعى الطرفان لإضعاف المقاومة الجنوبية بعد تحرير محافظات الجنوب ثم إضعاف القوات الجنوبية النظامية التي تشكلت فيما بعد ومن أجل إبقاء الجنوب في حالة من الفوضى، مما يعوق جهود تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية.


محاولات فاشلة لعرقلة جهود إستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة:
يسعى التحالف الحوثي الإصلاحي إلى إفشال أي جهود لاستقلال الجنوب، حيث أن أي استقلال جنوبي يمثل تهديداً مباشراً لنفوذ الطرفين في المنطقة، وبدلاً من تحقيق أهداف التحالف العربي يسعى الإصلاح الى إحتلال ما قد تم تحريره، عبر نشر الإرهاب، إستغلال الإعلام، شراء الذمم، التلاعب بالإقتصاد، بالخدمات، بالعملة، بالموارد، والمشاريع التنموية في الجنوب.


تهديد التحالف العربي:
أي تصعيد أو تقدم حوثي إصلاحي في الجنوب يشكل تهديداً مباشراً للتحالف العربي الذي يدعم الجنوب في مواجهة الحوثيين والجماعات المتطرفة.

ونستنتج وبشكل قطعي أن:
التحالف الحوثي والإصلاحي يشكل تهديداً وجودياً للجنوب، حيث يسعى الطرفان لتحقيق مصالحهما على حساب استقرار الجنوب وأمنه وعلى حساب مصالح الشركاء الأشقاء في تثبيت الإستقرار. تشير الأدلة والتقارير الدولية إلى وجود تنسيق غير مباشر بين الطرفين منذ بدء عاصفة الحزم، مما يزيد من حدة التحديات التي يواجهها شعب الجنوب وحلفاؤه في التحالف العربي. بناءاً على ذلك، من الضروري أن تتبنى القيادة الجنوبية استراتيجيات أكثر قوة للتصدي لهذا التحالف ومنع تأثيره السلبي على الجنوب ومصالحه، وبشتى الوسائل المتاحة والممكنة، منها فرض الأمن بالقوة، ومتابعة المشتبهين، والقبض على المتورطين من أجل أن يكون الجنوب مثالاً للأمن والإستقرار جنباً الى جنب مع حلفاؤه من العرب الموثوقين.

فيديو