إرهاب الكلمة: كيف أصبحت حرية الصحافة هدفاً لمليشيات الحوثي؟

تقارير - منذ 1 شهر

إب|| عين الجنوب || خاص:
في ليلة هادئة كغيرها من الليالي في قرية الأهمول بمديرية فرع العدين، لم يكن يتوقع عماد المياحي أن تلك اللحظات الهادئة ستتحول فجأة إلى عاصفة من الرعب، بينما كان يجلس في منزله المتواضع، محاطاً بأفراد عائلته، انكسرت سكينة الليل على صوت خطوات ثقيلة لمليشيات الحوثي الإرهابية، اقتحموا المنزل بعنف، دون سابق إنذار، ليجد نفسه محاطاً برجال مسلحين أخذوه بعيداً عن عائلته، واقتادوه إلى جهة مجهولة.

عماد، شقيق الكاتب الصحفي محمد دبوان المياحي، لم يكن سوى ضحية جديدة في حملة الاعتقالات التي شنتها مليشيات الحوثي الإرهابية، والتي لا تفرق بين الصحفي ومن حوله، محمد، الذي كان قد اُعتقل هو الآخر قبل أيام في صنعاء، بسبب نشره لمقالات ومنشورات تنتقد مليشيات الحوثي الإرهابية، ذراع إيران باليمن، لم يكن يعلم أن قلمه سيجعل أخاه يدفع ثمن الحرية التي ناضل من أجلها.

في مشهد يبدو وكأنه مأخوذ من رواية مأساوية، تتواصل حملة الاعتقالات الواسعة التي تطال السياسيين والإعلاميين والناشطين في مختلف المحافظات، وكأن إحياء ذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، أصبح جريمة يعاقب عليها القانون. 

كانت ذكرى الثورة تلك، التي طالما احتفى بها الاشقاء في شمال اليمن كرمز للقضاء على الملكية والكهنوت. 
مليشيات الحوثي الإرهابية، التي تتشبث بالسلطة، قررت أن كل من يحاول إحياء هذه الذكرى هو عدو يجب إسكات صوته، حتى وإن كان مجرد صحفي يدون أفكاره أو مواطن يجلس في منزله بانتظار قدوم يوم جديد.

وفي حين يبقى مصير محمد وعماد مجهولة، يستمر الظلام في التمدد على حياة اليمنيين الذين باتوا يشعرون أن حرية الكلمة أصبحت كابوساً يطاردهم في كل زاوية، لكن حتى وسط هذا الظلام، يبقى الأمل بأن أصوات هؤلاء الذين يُعتقلون اليوم ستظل شاهدة على صراع طويل من أجل الحرية، وسيبقى قلم محمد دبوان المياحي رمزاً لكل من يرفض الخضوع.

فيديو