عشر سنوات من الظلام: أدوات إيران في المنطقة خطر على الأمن الجنوبي والعالمي

تقارير - منذ 1 شهر

عدن|| عين الجنوب:

في ظل التصعيد الاخير في غزة ولبنان، والمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، يمكن طرح هذا السؤال.
هل إيران حقاً تسعى لتحرير فلسطين ❗ أم ان الواقع مختلف تماماً ؟

للإجابة على هذا السؤال: ينبغي مراعاة المصالح، حيث يظهر نوايا إيران في إستغلال هذا التصعيد من أجل الضغط على المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية للجلوس والاتفاق على برنامجها النووي، وفقاً لتصريح وزير الخارجية الإيراني الأخير، الذي عبر عن إستعداد إيران للتفاوض في نيويورك، من أجل وقف التصعيد.، وفي سياق الأزمة في المنطقة لم تكتفي إيران بهذا وحدة بل دعمت الحوثيين من أجل تعزيز نفوذها حول المنطقة العربية، عبر ترسيخ حكم ميليشياتها وإكساب شرعية لهم، من خلال الترويج الممنهج لقوة هذه الميليشيات، وبمساندة كيانات إعلامية شهيرة، خاصة أن نفوذها بدأ يتضاءل، والشعوب العربية قد سئمت من استمرار التدهور الأمني والسياسي والاقتصادي في ظل حكم هذه الميليشيات.

ومن هذا المنطلق يمكن إستعراض تقارير وآراء حول دور الحوثيين منذ اندلاع الحرب وتمردهم في 2014.

في أعقاب انقلاب جماعة الحوثي على السلطة في سبتمبر 2014، غرقت المنطقة في أزمة إنسانية عميقة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً. تقرير جديد صادر عن منظمة (سام للحقوق والحريات) يكشف حجم الكارثة التي حلت بالمنطقة، موثقاً الانتهاكات الجسيمة .

التقرير، بعنوان عقد من الانهيار، يسلط الضوء على تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية والحقوقية بفعل انقلاب الحوثيين، مشيراً إلى تراجع الحريات المدنية والسياسية وانهيار حقوق الإنسان. الانقلاب أضعف الدولة وجعل المنطقة ساحة للتدخلات الإقليمية، فالحوثيين يمثلون ذراع إيران، والإخوان يمثلون ذراع تركيا، ليتم مؤخراً تشكل تحالف بينهم، مما زاد من تعقيد الأوضاع وفقدان السيادة.

أكد التقرير أن الانقلاب أدى إلى تدهور اقتصادي شامل، مع توقف التنمية وارتفاع معدلات الفقر، مما دفع أكثر من مليوني شخص إلى النزوح. أكثر من نصف سكان الشمال اليمني وثلث الشعب الجنوبي بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية، ويعاني نحو 17.8 مليون شخص من نقص في الرعاية الصحية، وأكثر من 22 مليون نسمة بحاجة الى دعم غذائي مما يجعل الوضع الإنساني في المنطقة، خاصة في المناطق تحت سيطرة الحوثيين من بين الأسوأ عالمياً.

الاقتصاد انكمش بمعدل ثلاثة أضعاف في المناطق تحت سيطرة الحوثيين، وفي الجنوب المعدل أصبح مهولاً في ظل إستمرار الحوثيين جعل المؤسسات الإقتصادية في الجنوب تخضع لنظامهم المركزي عبر أدوات حليفهم ، وتراوحت الخسائر بين 170 و 200 مليار دولار نتيجة النزاع منذ 2015. فمنذ سيطرة الحوثيين فرضوا جبايات ورسوم باهظة، مما أدى إلى إفقار ممنهج للسكان في الشمال اليمني وتلاعب عبثي في الجنوب. أيضاً التقرير يوثق أيضاً انتهاكات الحوثيين لحقوق الإنسان، بما في ذلك أكثر من 550 حكم إعدام وآلاف حالات الاعتقال والتعذيب.

في هذا السياق، يظهر الحوثيون كتهديد للأمن الإقليمي والدولي، خاصة بعد تحالفهم مع كيانات حزبية تابعة للإخوان مما يستدعي ضرورة دعم المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات الجنوبية لاستعادة الاستقرار، خاصة في الجنوب، فالإستقرار في الجنوب يعني إستقرار المنطقة ككل، ومن هنا يجب على المجتمع الدولي الضغط على الحوثيين للتفاوض من أجل حل سياسي شامل وإنهاء أزمة الشعبين مع مراعاة إشراك القيادات الجنوبية، بصفتها الفاعلة على الأرض، فلطالما أبدت القيادة الجنوبية التعاون مع دول المنطقة والعالم، نظراً للأهداف الأمنية والأمن القومي العالمي المشترك، ولكن يجب أن يضمن ذلك حقوق شعب الجنوب في بناء دولته وإستقلاله الكامل، فالوضع الحالي يعقد الأمور ويجعل الجنوب في مواجهه أجندات قوى إقليمية تسعى لزعزعة إستقرار وأمن الجنوب وإضعاف جهود التحالف العربي، عبر أدواتهم في المنطقة.

فوفقاً لتقارير عدة، يمثل الحوثيين مع جماعاتهم الإرهابية جرس إنذار وتهديد للعالم أجمع، ليؤكد ذلك أن الأزمة في المنطقة تتطلب تدخلاً عاجلاً لإنهاء معاناة الشعب الجنوبي وشعب الشمال اليمني من أجل تحقيق السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي على المدى الطويل.

فيديو