الشعب الجنوبي يوجه رسالة واضحة للشمال

تقارير - منذ 15 يوم

عين الجنوب|| خاص:

 إن التشكيل الأخير للتحالفات السياسية اليمنية في العاصمة عدن يعكس، من وجهة نظر الجنوبيين، محاولة محتملة لتعقيد جهود المجلس الانتقالي الجنوبي. لا يزال المجلس الانتقالي ملتزماً بتمثيل القضية الجنوبية وتحقيق هدف الشعب في إستعادة دولته، وصامداً في مواجهة التحديات السابقة من مختلف القوى في الشمال، بما في ذلك الحوثيين وبعض الفصائل المرتبطة بحزب الإصلاح. وفي حين أن هذه القوى كانت تهدف إلى تقويض الاستقرار السياسي والإجتماعي في الجنوب، فمن المؤسف أن حملاتها وجدت في بعض الأحيان متعاونين جنوبيين محليين بدوافع مصلحة سياسية او مالية.

 ومع ذلك، فإن الكتلة الشمالية التي اجتمعت في العاصمة عدن لا تتمتع بتمثيل وحاضنة شعبية في الجنوب، ويبدو أن الكثير منها مهتم في المقام الأول بتأمين الدعم المالي والتحايل على هدف شعب الجنوب عبر الإستمرار في البقاء في المشهد السياسي في الجنوب وليس لتوحيد الجهود لتحرير اليمنية. وربما تجسد شخصيات مثل أحمد عبيد بن دغر، المعروف بالتحول السياسي على مدى عقود، هذا النمط، حيث تضع الطموح الشخصي فوق المصالح الوطنية الأوسع.

شعب الجنوب يوجه رسالة الى التحالف العربي وحلفائه المبدئيين في الشمال، يقترح أن طريق المنطقة للأمام لا يكمن في تشكيل أحزاب أو تحالفات سياسية جديدة. إن ما يحتاجه الشعب في الشمال حقاً هو حركة مقاومة وطنية مخلصة تقيم شراكة استراتيجية مع شعب الجنوب. إن الحركة التي تركز فقط على تحرير صنعاء، تحت راية الجمهورية العربية اليمنية، يمكن أن تجد حليفاً موثوقاً به في الجنوب، حيث يقف الشعب المحرر على استعداد لدعم الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار والأمن الإقليمي.

 إن الاعتراف باستقلال الجنوب وقيادته تحت قيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي من شأنه أن يوفر أساساً قوياً للتعاون، مما يتيح تشكيل جبهة موحدة ضد نفوذ الحوثيين. ومن شأن هذا التحالف أن يسمح لحركة المقاومة الشمالية بتركيز مواردها وجهودها حيث تشتد الحاجة إليها، والحصول ليس فقط على الدعم اللوجستي ولكن أيضاً على نقطة انطلاق آمنة في الجنوب والمناطق الاخرى المحررة.

 وفي نهاية المطاف، من المرجح أن يكون للاستراتيجية القائمة على الاحترام المتبادل والتعاون صدى واسع النطاق، بحيث تتجاوز التحالفات التي تشكلت فقط لتحقيق مكاسب مالية أو سياسية تهدف الى البقاء في المشهد ومماطلة حلول السلام للشعبين في الجنوب والشمال. إن اجتماع التحالف الشمالي الأخير في العاصمة عدن، والذي عقد تحت حماية قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، يرمز إلى التزام المجلس الانتقالي الجنوبي بالاستقرار واحترامه للحوار الحر. وعلى الرغم من القوة العسكرية لديه فإنه اختار عدم الانتقام بل تعامل بمسؤولية وكرامة، مما يبرز حكمة المجلس وتحليه بالمسؤولية، ومع ذلك يمكن القول إن للصبر حدود.

فيديو