قوات المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت.. تهديد مستمر واستقرار مفقود

تقارير - منذ 4 ساعات

حضرموت |عين الجنوب | خاص .
منذ سنوات، تعيش مناطق وادي وصحراء حضرموت تحت وطأة ما يسميه أبناء  حضرموت بـ"الاحتلال العسكري" الذي تمثله قوات المنطقة العسكرية الأولى، ورغم المطالب الشعبية المتكررة بإخراج هذه القوات، لم يتحقق أي تقدم يُذكر، ما يطرح تساؤلات حول الجهات المستفيدة من استمرار هذا الوضع وغياب الجدية في معالجة الأزمة.  


يشهد وادي حضرموت حالة غير مسبوقة من الانفلات الأمني، تتجلى في تصاعد جرائم القتل، عمليات التهريب، واستهداف الناشطين السياسين ،وكذلك حادثة القتل التي ارتكبها أحد أفراد المنطقة العسكرية الأولى بحق جنود من التحالف العربي، قبل أن يهرب إلى مناطق سيطرة الحوثيين، هذه الحادثة كشفت الوجه الحقيقي لهذه القوات، التي يُفترض أنها تعمل تحت مظلة الشرعية، لكنها في الواقع تُدار بعقلية تتواطأ مع مشاريع الحوثيين والإخوان.  

ولا يتوقف الأمر عند ذلك، إذ يُتهم أفراد هذه القوات بالتورط في تهريب الثروات النفطية من حضرموت عبر قنوات سرية، مما يحرم أبناء المنطقة من عائدات يُفترض أن تُخصص للتنمية والخدمات.  

على الجانب الآخر، نجد نموذجا ناجحا في المناطق التي تشرف عليها القوات الجنوبية، مثل قوات النخبة الحضرمية في ساحل حضرموت، وقوات دفاع شبوة والحزام الأمني في عدن ولحج، هذه القوات تمكنت من تحقيق استقرار أمني في الجنوب، والقضاء على الجماعات الإرهابية في وقت قياسي.  

في شبوة، على سبيل المثال، نجحت قوات دفاع شبوة في تطهير المحافظة من عناصر تنظيم القاعدة، بينما لا يزال وادي وصحراء حضرموت يعاني من تفشي الإرهاب، نتيجة سياسات المنطقة العسكرية الأولى التي تستخدم الإرهاب كأداة لفرض نفوذها على السكان.  
  
لا يمكن تجاهل التقارير المتزايدة حول ولاء أفراد المنطقة العسكرية الأولى للحوثيين، حيث تشير الدلائل إلى وجود تخادم مشترك بين الجانبين. 
في الوقت الذي تُظهر فيه مليشيات الحوثي استعدادها لدعم هذه القوات، تغض الحكومة الشرعية الطرف عن ممارساتها، مما يعزز الشكوك حول أهداف استمرار هذه القوات في وادي حضرموت.  

تحرير وادي وصحراء حضرموت ليس مجرد مطلب حضرمي، بل هو ضرورة إقليمية ودولية لتحقيق الاستقرار ومكافحة الإرهاب، وجود قوات مثل النخبة الحضرمية يمكن أن يغير المعادلة تماما، كما حدث في مناطق أخرى من الجنوب.  

علاوة على ذلك، فإن تحرير الوادي سيقطع الطريق أمام القوى التي تستغل الفوضى لتعزيز مصالحها الخاصة، سواء عبر تهريب النفط أو فرض النفوذ العسكري.  

رسائل أبناء حضرموت: 

المليونيات المتكررة التي ينظمها أبناء حضرموت تعكس إحباطاً متزايدا من تجاهل مطالبهم، فكما نجحت مناطق جنوبية أخرى في تحقيق الاستقرار بعد طرد القوات الشمالية، يطالب أبناء حضرموت بفرصة لإدارة شؤونهم بأنفسهم بعيدا عن القوى التي تسعى لاستنزاف ثرواتهم وتهديد أمنهم.  

وفي ظل استمرار هذا الوضع، يبدو أن المعادلة تتجه نحو المزيد من التصعيد الشعبي، ما لم تُتخذ خطوات جادة لمعالجة الأزمة ووضع حد للنفوذ العسكري الذي يهدد أمن حضرموت والمنطقة بأكملها.

فيديو