الجنوب بين الدبلوماسية الفاعلة والتحديات الميدانية: قراءة في تحركات الرئيس القائد عيدروس الزبيدي

تقارير - منذ 17 يوم

عين الجنوب|| خاص:
في مشهد سياسي ودبلوماسي يعكس حراكًا فاعلًا مسؤولا، شهدت العاصمة السعودية الرياض سلسلة من اللقاءات الدبلوماسية المكثفة لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي. 

تحركات تحمل في طياتها رؤية عميقة للتعامل مع التطورات المحلية والإقليمية والدولية، وهي امتداد لجهود القيادة الجنوبية في تعزيز حضور قضية شعب الجنوب على الساحة الدولية، وتحقيق التطلعات الوطنية لشعبه.  

 البحر الأحمر وخليج عدن والاهتمام الدولي. 

خلال لقاءاته مع عدد من سفراء الدول الكبرى، ركز الرئيس الزُبيدي على التصعيد الخطير لجماعة الحوثي في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، هذه المناطق الحيوية ليست مجرد شرايين للتجارة العالمية فحسب، بل تمثل نقاطاً استراتيجية لأمن الإقليم والعالم، تهديدات الحوثيين في هذه المناطق تُلقي بظلالها الثقيلة على أمن الملاحة البحرية، وتفتح الباب أمام أزمات اقتصادية وإنسانية لا حدود لها.  

الرئيس الزبيدي، في استعراضه لهذه التحديات، أكد أن معالجة هذه الأزمة تتطلب تنسيقا دوليا وإقليميا مشتركا، مشددا على أهمية دور الجنوب في تأمين هذه المناطق، باعتباره طرفا فاعلاً يملك القدرة والإرادة لحماية المصالح المشتركة، في ظل توافر خبرة ميدانية وشعب يقف خلف قيادته.  

قضية الجنوب على الطاولة الدولية. 
لم تغب قضية شعب الجنوب عن أجندة الرئيس الزُبيدي في أي من اللقاءات، بل كانت محورا أساسيا لكل النقاشات. 

فقد شدد على ضرورة تمثيل الجنوب في أي مفاوضات سياسية شاملة كجزء لا يتجزأ من أي حل مستدام للأزمة اليمنية. 

كما أكد على أهمية تنفيذ بنود اتفاق الرياض، الذي يشكل خارطة طريق واضحة لترتيب الأولويات السياسية والعسكرية بما يحقق توازن القوى ويضع الجنوب في موقعه المستحق.  

طرح الرئيس الزُبيدي لقضية شعب الجنوب في هذا التوقيت يعكس رؤية استراتيجية تهدف إلى تثبيت الحضور الجنوبي في المعادلات الدولية، وضمان أن يكون للجنوب صوت قوي ومسموع في أي طاولة مفاوضات تُرسم فيها ملامح المستقبل السياسي.  

التزام بالسلام دون التفريط في الحقوق. 

التحركات الدبلوماسية للرئيس الزُبيدي جاءت متزامنة مع جهود إقليمية ودولية للبحث عن حلول سلمية للأزمة في المنطقة، وفي هذا السياق، أبدى الرئيس الزُبيدي التزاما واضحا بدعم جهود السلام، ولكنه في الوقت ذاته أكد أن السلام الحقيقي لن يكون على حساب تطلعات شعب الجنوب وحقه في استعادة دولته.  

هذه المعادلة الدقيقة التي تتبناها القيادة الجنوبية تعكس وعيا عميقاً بضرورة تحقيق توازن بين التطلعات الوطنية والانخراط في مسار السلام، وهو ما يُكسب الموقف الجنوبي مصداقية دولية، خاصة مع تأكيد الرئيس الزُبيدي على أهمية الحلول الجذرية والسريعة لمعالجة مختلف الأوضاع السياسية والاقتصادية والإنسانية التي تعصف بالبلاد.  

ردود الفعل ومحاولات التشويش.  
  
طرح الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي لقضية شعب الجنوب بقوة أثار حفيظة بعض الأطراف التي شعرت بتزايد حضور الجنوب على الساحة الدولية، لجأت هذه الأطراف إلى أساليبها التقليدية من خلال بث الإشاعات وخلط الأوراق، في محاولة للتأثير على الرأي العام الجنوبي وإضعاف الثقة بقيادته.  

لكن هذه المحاولات لم تجد صدى يذكر، فشعب الجنوب الذي عانى لعقود من التهميش والظلم يدرك اليوم حجم المسؤولية التي تحملها قيادته، ويقف بثبات خلفها في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.  

.رسائل الحراك الدبلوماسي. 
 
التحركات التي قادها الرئيس الزُبيدي تحمل رسائل واضحة للعالم وللخصوم على حد سواء:  

اولاً :الجنوب ليس مجرد طرف في الأزمة اليمنية، بل هو لاعب رئيسي يمتلك رؤية حلولاً فعلية للتحديات الإقليمية والدولية.
  
ثانياً: قضية شعب الجنوب ليست قضية محلية يمكن تجاوزها، بل هي جزء من الحل الشامل للأزمة.  

ثالثاً: الشعب الجنوبي يقف موحدا خلف قيادته، ولن تنجح أي محاولات لتفكيك جبهته الداخلية أو التأثير على قضيته العادلة.  

ما تشهده الساحة السياسية اليوم يؤكد أن الجنوب، بقيادته الحكيمة ورؤيته الاستراتيجية، يسير بخطوات ثابتة نحو تحقيق تطلعات شعبه، التحركات الدبلوماسية للرئيس عيدروس الزبيدي ليست مجرد لقاءات عابرة، بل هي استثمار في المستقبل، ورسالة واضحة بأن الجنوب حاضر وبقوة في كل المحافل، وأنه قادر على استعادة مكانته المستحقة، مهما كانت التحديات.

فيديو