أبين تسقط أوكار التهريب وتغلق شواطئ الموت

السياسة - منذ 1 شهر

أبين عين الجنوب| خاص

شهدت محافظة أبين تصعيدًا أمنيًا واسع النطاق لمواجهة واحدة من أخطر الظواهر الأمنية والإنسانية المتمثلة في تهريب المهاجرين غير الشرعيين من القرن الأفريقي، حيث كثفت الأجهزة الأمنية عملياتها الميدانية على طول الشريط الساحلي، في خطوة تهدف إلى ضرب شبكات التهريب وإنهاء أنشطتها الإجرامية.

جاء هذا التحرك على خلفية حادثة مأساوية وقعت مطلع أغسطس الجاري قبالة ساحل مدينة شقرة، أودت بحياة العشرات من المهاجرين، لتعيد إلى الواجهة خطورة المسارات البحرية التي يسلكها المهاجرون، والشبكات التي تستغل معاناتهم لتحقيق أرباح غير مشروعة.

وفي بيان حازم، أكدت إدارة أمن أبين أنها ستتخذ إجراءات صارمة ضد المتورطين في عمليات النقل أو التهريب، تشمل مصادرة جميع وسائل النقل المستخدمة — سواء كانت سيارات أو قوارب أو معدات أخرى — استنادًا إلى القوانين النافذة، مع استمرار حملات الملاحقة حتى تفكيك هذه الشبكات بالكامل. كما دعت الأهالي إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه أو تجمعات للمهاجرين، محذّرة من التستر على المهربين أو دعمهم بأي شكل.

ميدانيًا، نفذت قوات الأمن العام، والحزام الأمني، ومحور أبين القتالي، حملة أمنية واسعة استهدفت أوكار المهربين في مناطق تمحن، والكسارة، والحجلة بمدينة شقرة، إضافة إلى موقع ساحلي في مديرية أحور، كما تم إخلاء مخيم يضم مهاجرين غرب مديرية لودر. وتم التعامل مع المهاجرين بطريقة إنسانية، قبل إنهاء تواجدهم في تلك المواقع.

مدير أمن أبين، العميد علي ناصر بوزيد، أوضح أن الحملة لن تقتصر على المديريات الساحلية، بل ستتوسع لتشمل المنطقة الوسطى ومديرية المحفد، ضمن خطة شاملة لتجفيف منابع التهريب، مشددًا على أهمية الدعم المحلي والإقليمي والدولي لحماية المياه الإقليمية ووقف تدفق المهاجرين.

كما حذرت الأجهزة الأمنية من مغبة التعامل مع المهربين، مؤكدة أن عددًا من المسلحين الذين كانوا يوفرون الحماية لمعسكرات المهاجرين قد تم القبض عليهم وإيداعهم السجن، في رسالة واضحة بأن أي تورط في هذا الملف ستكون عواقبه وخيمة.

ويرى مراقبون أن استمرار هذه الجهود بالزخم الحالي قد يشكل نقطة تحول في مكافحة تهريب المهاجرين، خاصة إذا ترافق مع دعم دولي يحد من نشاط المهربين في البحر ويغلق أمامهم منافذ العبور.

من جانبه، عبّر الناشط الحقوقي أبو إلياس الكازمي عن أسفه لما شهدته سواحل أبين من مآسٍ، قائلاً: *"انتشلت قوات الأمن جثثًا كثيرة لمهاجرين أفارقة قبالة سواحل شقرة، في مشاهد مؤلمة تعكس واقعًا مأساويًا تصنعه شبكات تهريب البشر."* وأضاف أن الحملة الأمنية بقيادة العميد أبو مشعل الكازمي استهدفت أوكارًا ومعسكرات لتجميع المهاجرين، حيث تم إخلاؤها ونقل من تبقى من المهاجرين إلى أماكن آمنة لترتيب إعادتهم إلى أوطانهم بطرق قانونية وإنسانية.

وأشار الكازمي إلى أن قيادة خفر السواحل وجّهت بزيادة الانتشار البحري وتشديد الرقابة على طول الشريط الساحلي، بهدف الحد من هذه الظاهرة وإنقاذ الأرواح من الموت المحتم الذي ينتظر المهاجرين في رحلات التهريب. وختم مؤكدًا أن تعامل الأجهزة الأمنية جاء من منطلق إنساني وأخلاقي، بعيدًا عن أي إساءة للمهاجرين.

فيديو