تعز ترزح تحت جرائم مليشيات الموت، وأصابع الاتهام تشير إلى فصائل الإخوان في اغتيال أفتهان المشهري

تقارير - منذ 10 أيام

تعز،عين الجنوب| خاص 

لا تزال تعز ترزح تحت قبضة التنظيمات الإرهابية المسلحة، المتزامنة مع الحصار الحوثي الجائر على تعز منذ سنوات. فرغم التدهور الأمني وتدنّي مستوى الخدمات، شهدت تعز انفلاتًا أمنيًا غير مسبوق؛ فالجماعات المسلحة تجوب المدينة في صور مخيفة لنشر الرعب والخوف بين أبناء تعز الحالمين، الذين يميّزهم تمسّكهم بالمدنية ورفضهم لكل مظاهر العنف.

ورغم الاحتجاجات اليومية في الشارع التعزي، ونداءات ناشطين حقوقيين يطالبون بطرد هذه المليشيات المسلحة التي تجوب تعز وتنفّذ حملات اغتيال لمعارضين وناشطين حقوقيين ومسؤولين حكوميين، لم يكن آخرها اغتيال الأستاذة أفتهان المشهري، مديرة صندوق النظافة والتحسين بتعز. وتشير أصابع الاتهام إلى حركة الإخوان المسلمين المتهمة بالوقوف وراء حادثة الاغتيال، والمتهمة بتنفيذ اغتيالات متعددة ليس في تعز وحدها بل في كل المحافظات، وتحديدًا محافظات الجنوب التي لم تسلم من شرّ هذه الجماعة، التي تلجأ دائمًا إلى تصفية خصومها في وضح النهار.

فحادثة الأستاذة أفتهان المشهري، التي قُتلت بأكثر من عشرين طلقة نارية في حادثٍ مروع أمام مقر عملها وسط تعز جهارًا نهارًا، صدمت المجتمع. أفتهان أحدثت نقلة نوعية في الحياة المدنية والعمل المؤسسي، ونجحت في إدارة صندوق النظافة والتحسين بحسب شهادة أبناء تعز — أمور لم ترق لهذه الحركة التي انتهجت الموت لكل المبدعين والناجحين، ليس في تعز فحسب بل في اليمن عمومًا. وتشير شهادات ناشطين سياسيين وحقوقيين في تعز إلى تورط عناصر هذه الجماعة في تنفيذ عدد من الاغتيالات داخل وخارج المدينة.

الأجهزة الأمنية ضبطت ثلاثة من المتهمين في اغتيال المشهري، ولا تزال التحقيقات جارية، في وقت يشهد الشارع التعزي مظاهرات واحتجاجات على خلفية اغتيال أفتهان المشهري، مطالبين بطرد جماعة الإخوان من تعز لارتكابها مجازر بحق أبناء تعز الأبرياء والعزل، ومطالبين بسرعة الكشف عن ملابسات هذه الجريمة التي شملت اغتيال امرأة قدمت لتعز الكثير وكانت رمزًا للمواطنة والخدمة المدنية، فاقتُلِعت يد الغدر من قبل جماعة متطرِّفة لا تؤمن بالمواطنة ولا بالمدنية، بل تنتهج الموت طريقًا لمن يخالفها في فكرها المنحرف ونظرتها المعاكسة للدين الإسلامي الذي يحث في مبادئه وقيمه على صيانة دماء الأبرياء وحفظ أرواحهم.

هذه الجماعة انتهجت سياسة القتل والتفجير وهدم المنشآت منذ نشأتها وحتى اليوم — سياسة لم تقتصر على الخصوم أو المعارضين لها فحسب، بل طالّت حتى النساء، اللواتي لم يسلمن من غدرها. الشارع التعزي، بناشطيه ومثقفيه، طالب بسرعة الكشف عن الجناة وتعجيل محاكمتهم وتنفيذ حكم الإعدام بهم ليكون عبرةً لغيرهم، وردعًا لكل من تسول له نفسه اغتيال الأبرياء أو المساس بأمن تعز وإقلاق سكينتها.

فيديو