تقارير استخباراتية: تحديث صيني وروسي يعززان قدرات المسيرات الحوثية — وفشل التصدي تفاقم بعد الهدنة

دراسات وتحليلات - منذ 6 أيام

‏عين الجنوب| متابعة خاص

تشير تقارير استخباراتية غربية وعربية إلى أن قدرات الطائرات المسيرة الإيرانية والحوثية شهدت دفعة نوعية مؤخراً، بعد تلقيها تحديثات تقنية من مصادر خارجية — حزم برمجية وهندسية صينية عزّزت مدى ودقّة وأنظمة الاتصال، وتقنيات روسية متقدمة طوّرت من آليات «المناورة والمراوغة» عند الاشتباك مع منظومات الدفاع الجوي.

مزيج تقني متكامل يرفع الضغوط على الدفاعات الإسرائيلية

المزيج بين التحديثات البرمجية الصينية والتقنيات الروسية للمراوغة، إلى جانب قدرات التصنيع المحلية لدى الحوثيين، أنتج منصة مسيّرة أكثر قدرة على التسلل والخداع، ما يفسر موجات الاختراقات المتكررة التي استهدفت جنوب إسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة.

فشل تكتيكي واستراتيجي في الردّ المنسق

مع تصاعد الهجمات، تبدو المعالجات التكتيكية الإسرائيلية متأخرة وغير كافية، لا سيما أن الخلل لم يقتصر على نقائص تكنولوجية فحسب، بل طال سوء إدارة تكتيكي؛ تغيّر الطواقم، ثغرات في تكامل الرادارات مع صواريخ الاعتراض، واعتماد مفرط على أنظمة لم تُحدث تكتيكياً لمجاراة تهديدات صغيرة وبشبحية مثل هذه المسيرات.

تدهور واضح بعد الهدنة: استفزاز بلا رادع

تُشير التحليلات أيضاً إلى أن تفريخ القدرات وتكثيف الهجمات تسارع بعد فترة الهدنة، ما يضع علامة استفهام كبرى على جدوى الهدن التي اعتُمدت كفرصة لاحتواء التهديد. بدلاً من إحكام الخناق على شبكة الإمداد والدعم، سمح الركود النسبي للجماعة بتطوير منصاتها وتلقي تحديثات خارجية، فيما بقي الرد الإقليمي والدولي موزعاً وبطيئاً.

تبعات إقليمية واستراتيجية

النتيجة المباشرة: رفع مستوى التهديد على الحدود الجنوبية لإسرائيل، وإطالة أمد مواجهة تستنزف موارد الدفاع وتعيد ترتيب أولويات الأمن الإسرائيلي. كما أن دخول عناصر تقنية دولية (صينية/روسية) في المعادلة يعقّد خيارات الردّ الدبلوماسي والتقني، ويفتح باب الاستقطاب التقني في المنطقة.

الوقت الضائع الذي تحوّل إلى مكاسب للخصم

التسجيل الاستخباري الحالي يضع المسؤولية — سياسياً وتكتيكياً — على عاتق من اعتقدوا أن الهدنة ستؤمن فترة هدوء كافياً لإعادة ترتيب الدفاعات. التجربة الأخيرة تظهر أن الهدن من دون ضوابط قاهرة ومتابعة استخباراتية فعّالة تتحول إلى زمن لإعادة التسلّح والتطوير لدى الخصم.
التحصين الفعلي يتطلب بالقطع: تحديث تكتيكات الاعتراض، تعزيز التكامل الاستخباري الإلكتروني، ومبادرات دبلوماسية فاعلة لقطع خطوط توريد التكنولوجيا والتدريب التي تصل إلى ميليشيات خارج الدولة.

فيديو