المزايدات الحوثية والإخوانية حول القضية الفلسطينية: شعارات جوفاء ودمار للشعوب العربية

السياسة - منذ 4 أيام

عدن ،عين الجنوب | خاص

كثيرًا ما تنعق وسائل إعلام الحوثي والإخوان بالمزايدة والتبجح حول القضية الفلسطينية، وتحديدًا بشأن موقف الجنوب منها، محاولين تقويل الجنوبيين ما لم يقولوه، بادعاءات باطلة بأن دولة الجنوب – إذا ما تم الاعتراف بها – ستعترف بإسرائيل، وما شابه ذلك من الأقاويل والافتراءات.

لكن المتأمل في المواقف الجنوبية من القضية الفلسطينية يدرك أن هذه القضية لم تلقَ من الاهتمام والرعاية ما لقيته من الجنوب، فقبل الوحدة كانت الدولة الجنوبية هي الحاضنة الآمنة والخلفية الثانية للمقاومة الفلسطينية الباسلة.

فقد كان الجنوب يحتضن القادة الفلسطينيين من منظمة التحرير الفلسطينية، وزار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات مدينة عدن في تلك الفترة. كما كانت هناك معسكرات تدريب تقام لدعم المقاومة الفلسطينية في الجنوب، حتى إن الإذاعة الفلسطينية الناطقة باسم فلسطين والمقاومة الفلسطينية كانت تُبث من عدن تحت اسم "صوت فلسطين – صوت الثورة الفلسطينية"، وكان صداها يتردد في أرجاء الوطن العربي.

وقد استوطن العديد من الفلسطينيين في عدن، كما استضاف الجنوب أعدادًا كبيرة من المعلمين الفلسطينيين الذين وفدوا من دول عربية أو عبر منظمات دولية. لذلك، لا مزايدة على الجنوب في مواقفه من القضية الفلسطينية، بخلاف جماعتي الحوثي والإخوان اللتين انتهجتا إعلامًا مضللاً وزائفًا يقوم على اختلاق الأكاذيب ونشر الشائعات في سقوط إعلامي رخيص وإسفاف لا يمتّ للمهنية بصلة.

فماذا قدمت هاتان الجماعتان غير المتاجرة بالقضية الفلسطينية وابتزاز الناس باسم فلسطين؟ لم يستفد الفلسطينيون شيئًا من خطاباتهما الجوفاء وكلماتهما الفارغة التي لا تُشبع جائعًا ولا تنصر مظلومًا.


بل إن جماعة الحوثي تستغل القضية الفلسطينية لصرف أنظار اليمنيين عن جرائمها اليومية بحق الشعب في الشمال، الواقع تحت سيطرتها، والذي تضاعفت معاناته بانتهاكات متكررة وقطع رواتب الموظفين. كما أن افتراءاتهم وأكاذيبهم حول موقف الجنوب من القضية الفلسطينية توضح بما لا يدع مجالًا للشك أن هاتين الجماعتين تسعيان لاستهداف الجنوب بعمليات إرهابية تنتهجها سياستهما العدوانية.


هاتان الجماعتان لم تنصرا فلسطين، بل ساهمتا في تدمير الشعوب العربية. فما العائد للشعب الفلسطيني من خطابات وعمليات الحوثي غير المزيد من المآسي؟ فكانت النتيجة إبادة في فلسطين ودمارًا في اليمن، ما ضاعف معاناة الشعوب من قتل وتشريد وتدمير للبنى التحتية.


أما الجنوب، **فلا مزايدة عليه**، فرغم ما مرّ به من اجتياحين شماليين – حوثي وعفاشي – ظلت القضية الفلسطينية محور اهتمام الجنوبيين وفي قلب كل جنوبي.


ورغم ما تكيله جماعتا الحوثي والإخوان من افتراءات على الجنوب وعلى قياداته، ممثلة بفخامة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي، إلا أن موقفه كان واضحًا وثابتًا في دعمه للقضية الفلسطينية. فقد أدان واستنكر بأشد العبارات ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة من إبادة وتشريد على يد الكيان الغاصب، بل خرج الرئيس القائد من قاعة اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أثناء كلمة رئيس وزراء إسرائيل، في دلالة واضحة على رفض تام للكيان الصهيوني وموقف ثابت تجاه القضية الفلسطينية.


إن ما تروج له وسائل إعلام الحوثي والإخوان من أن الجنوبيين، إذا تم الاعتراف بدولتهم، سيطبّعون مع إسرائيل، هو كلام مردود على أصحابه**. فدولة الجنوب سيتم الاعتراف بها من قبل الدول المحبة للسلام والرافضة للعنف، وليس من هذا الكيان المسخ المنبوذ من أغلب دول العالم التواقة للحرية، الرافضة لكل أشكال البغي والعدوان على الشعوب المستضعفة.


فالشعب الجنوبي مع **تحرير فلسطين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة** على أرضها وترابها. وقد تختلف نظرته تجاه حركة حماس، لكنها لا تختلف تجاه القضية الفلسطينية العادلة.


لقد عبّر الجنوبيون، قيادةً وشعبًا، عن رغبتهم ودعمهم لقيام دولة فلسطينية تعيد للشعب الفلسطيني حريته، وتلمّ شتاته، وتوحد فصائله، ليعيش بأمن وسلام كما تعيش سائر شعوب العالم التواقة للحرية والمحبة للسلام.

فيديو