تحليل الجنوب ... ساحة مستهدفة بالفكر الإخواني والحوثي

دراسات وتحليلات - منذ يومان

عين الجنوب | خاص

لم يعد الجنوب السُّنِّي ساحة مفتوحة أمام الفكر الشيعي الاثني عشري، ولا للفكر الإخواني الذي يحمل في جوهره نزعةً عقائدية ذات توجهٍ شيعي. فالمتأمل في فكر جماعتي الإخوان المسلمين والحوثيين يلحظ تقاربًا كبيرًا بينهما، رغم محاولات الإخوان الدؤوبة الظهور بثوب المذهب السُّنِّي.

الوقائع على الأرض تُظهر أن حركة الإخوان تستمد كثيرًا من أفكارها من المعتقدات الصوفية ذات الصلة بالمذهب الشيعي، إذ لم يُخفِ مؤسس الجماعة حسن البنا توجهه الصوفي، معترفًا بانتمائه إلى هذا النهج.
ومع أن الفكر الصوفي في أصله ليس منحرفًا، إذ تميل بعض مدارسه إلى العقيدة السُّنِّيَة الصحيحة التي تقوم على الزهد والتقوى، كما هو الحال لدى علماء كبار مثل الإمام الجويني ومالك بن دينار وسفيان الثوري، إلا أن الصوفية التي يتبناها الإخوان تتقاطع في جوهرها مع الفكر الشيعي، وتكشف عن تناغمٍ فكري ومنهجي بين الحركتين.

بعد سيطرة الإخوان والحوثيين على صنعاء وعدد من محافظات الشمال، يبدو أنهما وجّها أنظارهما نحو الجنوب. فالأنشطة التي تمارسها الجماعتان هناك تبدو في ظاهرها سُنِّيَة المظهر، لكنها تخفي في باطنها توجهاتٍ فكريةً رافضية، وفق شهاداتٍ من شخصياتٍ من داخل صفوفهما.

إحدى الناشطات الحقوقيات أكدت أن جماعة الإخوان سلّمت صنعاء للحوثي، وأنها ساهمت في إنقاذ المذهب الزيدي من الانهيار في أكثر من موقف. كما أشارت إلى أن جامعة الإيمان، الذراع التعليمية للجماعة، كانت الحاضن الذي تخرّج منه عدد من أبرز المتشيعين الباطنيين الذين تستروا بالزيدية، وهم اليوم من غُلاة الشيعة.

وتوضح الوقائع أن الجماعتين تمارسان التقيّة خارج مناطق نفوذهما، فيُظهران وجهًا مغايرًا لحقيقتهما حتى يتمكنا من السيطرة الكاملة، تمامًا كما فعل الحوثيون في الشمال عندما رفعوا شعاراتٍ جذابة مثل “الغلاء” و“الجرعة”، ثم ما لبثوا أن كشفوا عن وجههم الحقيقي بعد إحكام قبضتهم على صنعاء. ومنذ ذلك الحين، شرعوا في تغيير المناهج التعليمية وتوجيه المنابر الإعلامية والدينية بما يخدم عقيدتهم الباطنية المنحرفة.

الخطر الحقيقي اليوم يتمثل في محاولات تسلل الفكر الإخواني والحوثي إلى الجنوب السُّنِّي، عبر استغلال الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة – كالغلاء وتدهور العملة وتوقف الرواتب – لرفع شعاراتٍ ظاهرها الإصلاح وباطنها الهدم، في مسعى لاختراق النسيج الاجتماعي الجنوبي.

ويبدو ذلك جليًا في محافظة حضرموت، حيث تسعى حركة الإخوان إلى إقامة فعاليات وأنشطة تُحدث شرخًا في وحدة المجتمع الجنوبي، محاولةً تثبيت وجودها في الجنوب المحرر، بينما تتغافل عن الشمال المختطف الذي يعيش تحت وطأة الظلم والانتهاكات اليومية والتشريد وتغيير العقيدة والهوية.

فيديو