المهاجرون الأفارقة.. قنبلة موقوتة تهدّد أمن الجنوب وصحّة مجتمعه.

تقارير - منذ ساعتان

عين الجنوب | خاص:
تتدفق موجات واسعة من المهاجرين الأفارقة إلى عدن ومحافظات الجنوب بوتيرة غير مسبوقة، قادمين عبر البحر من دول القرن الإفريقي كالصومال وإثيوبيا. ورغم أن الكثير منهم يواجهون خطر الغرق في البحر الأحمر وخليج عدن، ينجح آخرون بالوصول إلى شواطئ الجنوب ليستقروا في أوضاع مأساوية.

ويعيش هؤلاء المهاجرون في غرف متهالكة وعمارات مهجورة تفتقر لأبسط الخدمات، فيما يفترش الكثير منهم الأرض داخل خيام عشوائية خارج المدن، في بيئات تفتقر لأدنى المعايير الصحية، الأمر الذي يخلق بؤراً خصبة لتفشي الأمراض وانتقال العدوى إلى السكان القريبين.

ورغم الحاجة إلى نظرة إنسانية لمعاناتهم، وتدخل المنظمات الدولية لتوفير بيئة صحية ملائمة، إلا أن تكدّسهم العشوائي وتحول بعض تجمعاتهم إلى ما يشبه “الأكوام البشرية” يزيد من احتمالية انتشار الأوبئة، في ظل غياب الرقابة والرعاية الصحية.

الخطر لا يتوقف عند حدود الصحة العامة فحسب؛ فقد سجلت الأجهزة الأمنية عدداً من الجرائم التي تورّط فيها مهاجرون، بينها الاعتداء على الأطفال، وارتكاب عمليات سرقة، إضافة إلى توظيف بعضهم في أنشطة مشبوهة كبيع المخدرات، والعمل ضمن خلايا تخريبية لصالح أطراف معادية للجنوب.

وفي عدن تحديداً، تصاعدت حالات الفوضى المرتبطة ببعض هذه التجمعات، ما جعل الشارع الجنوبي يعيش حالة قلق متزايدة، خاصة مع تزايد الأعباء على الخدمات ووسائل النقل التي لم تعد تتحمل هذا الضغط السكاني الجديد.

وتكمن الخطورة الأكبر في أن الحوثيين مارسوا أعمال تنكيل ضد نفس الفئة قرب الحدود اليمنية السعودية، الأمر الذي دفع أعداداً أكبر للتدفّق نحو محافظات الجنوب كشبوة وحضرموت، لتتحول وجهتهم الإجبارية إلى مناطق لا تستطيع أساساً تحمّل مزيد من التعقيدات.

ويخلق هذا التدفق العشوائي باباً واسعاً لاستغلال هؤلاء المهاجرين في تنفيذ أجندات تخريبية تستهدف الأمن والاستقرار، في وقت يخوض فيه الجنوب معركة سياسية واقتصادية لاستعادة دولته وبناء مؤسساته.

من هنا، بات لزاماً على الجهات الأمنية تشديد الرقابة على هذه التجمعات، وضبط المنافذ البحرية، وتنظيم عملية الدخول بشكل قانوني يراعي الجوانب الإنسانية، دون تجاهل خطورة ما قد يترتب على بقائهم بهذه الصورة الفوضوية.

وقد عبّر نائب مدير أمن عدن مؤخراً عن قلقه من هذا التزايد الملحوظ، داعياً إلى اتخاذ إجراءات حازمة وترحيل المخالفين، حفاظاً على أمن العاصمة وعدالة توزيع الخدمات على مواطنيها.

إن استمرار تدفّق المهاجرين الأفارقة بهذه الطريقة العشوائية، مع تورط بعضهم في أنشطة إجرامية وتخريبية، يحوّل قضيتهم إلى قنبلة موقوتة تهدد أمن الجنوب وصحته واستقراره الاقتصادي، الأمر الذي يستدعي حلولاً عاجلة وقرارات أكثر صرامة قبل أن تنفجر هذه القنبلة في قلب المجتمع.

فيديو