الإعلام الجنوبي.. خط الدفاع الأول في مواجهة حملات التشهير والتشويه

تقارير - منذ 3 ساعات

عين الجنوب | خاص:
تشهد الساحة الجنوبية في الآونة الأخيرة موجة متصاعدة من حملات الإساءة والتشهير، تستهدف رموز الجنوب السياسية والاجتماعية ومؤسساته الوطنية عبر منصات التواصل وبعض الوسائل الإعلامية المأجورة. وفي ظل هذا الواقع، نهض الإعلام الجنوبي بدور محوري، متجاوزًا مرحلة رد الفعل إلى بناء خطاب واعٍ قادر على تفكيك أدوات التضليل وكشف أهدافه الخبيثة.

أدرك الإعلام الجنوبي أن معركة الوعي لا تُكسب بالصوت العالي أو بمجاراة أساليب الخصوم، بل بالمهنية والهدوء، والتحليل المستند إلى الحقائق. فلم ينجرّ وراء السجالات ولا الردود العشوائية، بل صاغ مواقف مدروسة تكشف مصدر التشويه وتفنّد الشائعات، مستندًا إلى بيانات موثوقة وشبكة من المراسلين والناشطين المتخصصين.

ولم يقف الإعلام الجنوبي عند مواجهة الإساءة فقط، بل اتخذ من الدفاع عن القضية الجنوبية محورًا رئيسيًا في رسالته، خصوصًا في سياق الاستهداف السياسي الذي تحاول بعض الأطراف فرضه على الجنوب. فهو اليوم لا يدافع فقط عن شخصيات أو كيانات، بل عن مشروع وطني بأكمله، من خلال تقديم الرواية الجنوبية بصورة واضحة ومتكاملة أمام الرأي العام المحلي والدولي.

كما شهدت المرحلة الأخيرة تطورات نوعية في أداء المؤسسات الإعلامية الجنوبية، التي عززت من قيم المهنية والمسؤولية، وتمسكت بواجب التحريّ قبل نشر أي معلومة. فقد برزت مبادرات تدريبية تستهدف رفع كفاءة الصحفيين في رصد الشائعات، التحقق من المصادر، وحماية سمعة الشخصيات العامة والمؤسسات الرسمية من الحملات الدعائية.

وفي ظل الانتشار الواسع لمنصات التواصل الاجتماعي، تحوّلت هذه الساحة إلى ميدان يومي للاشتباك المعنوي، وهو ما فرض على الإعلام الجنوبي لعب دور رقابي وتوعوي في آنٍ واحد. فأصبح يراقب المحتوى المضلّل، يرد عليه بذكاء، وينشر الوعي بمخاطر تداول الأخبار غير الدقيقة، مسهمًا في تحصين الجمهور من الدعاية المغرضة.

ومع الوقت، تحوّل الإعلام الجنوبي من مجرد أداة ردّ إلى قوة بناء، خطاب يركّز على القضايا الحقيقية للمجتمع مثل الأمن، الخدمات، والاقتصاد، ليسهم في صناعة رأي عام واعٍ وقادر على التمييز بين الحقيقة والزيف. وفي ظل التحديات، يظل الإعلام الجنوبي جزءًا من معركة وجود، يقف فيه القلم إلى جانب الصوت والسلاح، دفاعًا عن هوية وشعب وقضية عادلة.

فيديو