زيارة وزير الدفاع إلى الإمارات… خطوة استراتيجية لتعزيز القدرات العسكرية وتطوير الشراكات الدفاعية

تقارير - منذ 1 ساعة

عين الجنوب|| خاص:
في سياقٍ إقليمي يموج بالتحولات العسكرية والأمنية، جاءت زيارة وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري إلى دولة الإمارات العربية المتحدة للمشاركة في معرض دبي للطيران كحدث لافت يحمل أبعاداً تتجاوز الطابع البروتوكولي، لتشكّل خطوة استراتيجية في مسار تحديث المؤسسة العسكرية وتعزيز الشراكات الدفاعية مع واحدة من أبرز الدول العربية تقدماً في الصناعات الجوية الحديثة. ومنذ لحظة وصوله إلى مطار دبي، بدا واضحاً أن جدول زيارة الوزير الداعري ليس مجرد حضور شرفي، بل سلسلة لقاءات مكثفة واجتماعات موجهة نحو البحث عن حلول واقعية لدعم القوات المسلحة في بلادنا، التي تخوض معارك مفتوحة ضد جماعات انقلابية وإرهابية تهدد أمن المنطقة واستقرارها. وقد وجدت الزيارة صدى واسعاً لدى الجانب الإماراتي، الذي أبدى استعداداً لمساندة الجهود الرامية إلى إعادة بناء قطاع الدفاع بما يتوافق مع متطلبات المرحلة ومتغيراتها.

ويمثل معرض دبي للطيران منصة عالمية تجمع نخبة صناع القرار العسكري وشركات الصناعات الدفاعية من مختلف أنحاء العالم، وهو ليس مجرد حدث لعرض الطائرات الحديثة وتقنيات السلاح المتطورة، بل مساحة استراتيجية لتبادل الخبرات والتعرف على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا العسكرية. وقد أدرك الوزير الداعري أهمية الحضور في هذا الحدث، خصوصاً في ظل حاجة القوات المسلحة في بلادنا إلى رفد قدراتها بمنظومات حديثة تتواءم مع طبيعة المعركة التي تخوضها على الأرض. وخلال جولة موسعة داخل أجنحة المعرض، اطلع الوزير على تقنيات الطيران المسيّر، وأنظمة الدفاع الجوي، ومنظومات المراقبة والاستطلاع، بالإضافة إلى أحدث أنظمة القيادة والتحكم التي باتت تشكل العمود الفقري لأي مؤسسة دفاعية تحارب جماعات مسلحة تعتمد على الصواريخ والطائرات المسيّرة وحرب العصابات.

ورافق المشاركة سلسلة لقاءات دبلوماسية جمعت الوزير بمسؤولين عسكريين إماراتيين وشخصيات دولية رفيعة، ناقش خلالها فرص تعزيز التعاون الدفاعي وتطوير برامج التدريب والتأهيل، إضافة إلى إمكانية الاستفادة من الخبرات الإماراتية في مجالات الدفاع الجوي وأنظمة الاتصالات العسكرية الحديثة. وتأتي هذه الحوارات في مرحلة حساسة تشهد فيها المنطقة تصاعداً في المخاطر العابرة للحدود، ما يجعل من التعاون المشترك خياراً استراتيجياً لا يمكن تجاوزه. كما حملت الزيارة رسائل سياسية واضحة مفادها أن بلادنا تسعى إلى تعزيز حضورها في المنتديات الدفاعية الدولية، وإعادة بناء علاقاتها مع الدول الداعمة لشرعيتها، وتأمين دورها في حماية الملاحة الدولية وتأمين الممرات البحرية الحيوية.

وتأتي هذه التحركات في ظل تحديات متصاعدة تفرضها ممارسات المجموعات المسلحة التي تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار، خاصة مع توسع استخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ الموجهة، وهو ما يجعل تطوير قدرات القوات المسلحة في بلادنا ضرورة ملحة وليست خياراً إضافياً. وتؤكد الزيارة أن بلادنا تتجه نحو إعادة بناء جيش حديث قادر على حماية السيادة، وتأمين الحدود، ودعم الاستقرار الإقليمي، في وقت تتعاظم فيه المخاطر التي تهدد المنطقة ككل.

وبالنظر إلى المخرجات الأولية للزيارة، يمكن القول إنها فتحت نافذة استراتيجية مهمة لإعادة إدماج بلادنا في محيطها الدفاعي، وربطها بمسار التطور العسكري العالمي. فالطائرات الحديثة والرادارات المتقدمة وتقنيات المسيرات ليست مجرد معدات قتالية، بل جزء من مشروع طويل المدى لإعادة تشكيل بنية القوات المسلحة وفق رؤية احترافية حديثة تعوّض سنوات الحرب والاستنزاف. كما تشكل الزيارة رسالة تقدير للدور الإماراتي الذي ظل حاضراً في دعم بلادنا عسكرياً وإنسانياً، وتعكس في الوقت ذاته رغبة القيادة في بلادنا في بناء شراكات فاعلة تسهم في تعزيز الاستقرار وردع التهديدات المحيطة بالمنطقه ككل

فيديو