لعبة الموت السياسية السعودية تلعب بالنار والمجلس الانتقالي يحمي انتصارات الجنوب وشهدائه..

السياسة - منذ 56 دقيقة

 عين الجنوب |خاص    

يشير المراقبون والسياسيون إلى أن الحديث عن التلويح باستخدام العصى من قبل المملكة العربية السعودية تجاه المجلس الانتقالي بشأن تسليم المناطق والمواقع والمعسكرات التي تم تحريرها من قبل أبناء الجنوب إلى قوات درع الوطن يمثل ما يمكن وصفه بلعبة الموت السياسية وهي لعبة محفوفة بالمخاطر تجازف فيها السعودية بمستقبل مكتسبات الجنوب والانتصارات التي تحققت على مدى السنوات الماضية

لقد جاء هذا التلويح في توقيت حساس حيث استعاد المجلس الانتقالي سيطرة كبيرة على الأرض بعد معارك طويلة وخاضت فيها قواته مواجهات شرسة ضد الحوثيين وأسهمت في استقرار مناطق الجنوب وحماية المواطنين من التهديدات الخارجية وتحقق انتصار استراتيجي مهم لم يأت بسهولة بل جاء نتيجة تضحيات كبيرة وقدّم خلالها آلاف الشهداء أرواحهم دفاعاً عن الأرض والكرامة الوطنية وهذا ما يجعل أي محاولات لإعادة تسليم هذه المواقع إلى قوى لم تشارك في تحريرها أو تكتسب وجودها تحت ضغط المملكة أمراً مرفوضاً بشكل شعبي ورسمي

ويرى محللون أن هذه الخطوة إن نفذت ستؤدي إلى نتائج عكسية ستخسر فيها السعودية أكثر مما تحقق من مكتسبات وستضعف مواقعها السياسية في الجنوب كما ستثير غضب المواطنين وتخلق حالة من عدم الثقة بين الشعب والسلطات المتعددة المشاركة في إدارة الأزمة وستعيد فتح الجروح القديمة التي خلفتها السنوات الطويلة من الحروب مع الحوثيين والمنافسات الداخلية بين القوى المحلية

إن ما تقوم به السعودية في هذا السياق يعكس فهمها الخاطئ للتوازنات المحلية والقدرة الحقيقية للمجلس الانتقالي على إدارة الأمن والمناطق المحررة ويظهر مدى المراهنة على أساليب الضغط والإكراه السياسي بدلاً من التفاهم والتنسيق البناء مع القوى المحلية وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد الصراعات وتقويض الاستقرار الذي تحقق بصعوبة على الأرض الجنوبية ويهدد ما تحقق من انتصارات عسكرية وأمنية وسياسية

ويؤكد مراقبون أن المجلس الانتقالي لن يقبل أن تكون مكاسب الشهداء والتضحيات التي قدمها أبناء الجنوب رهينة بالمفاوضات والضغوط الخارجية وأن أي محاولة لإجباره على التخلي عن المواقع المحررة ستقابل بالرفض القاطع وربما بإجراءات تصعيدية للحفاظ على السيادة الوطنية والأمن المحلي والمكتسبات الاستراتيجية التي تحققت على مدى السنوات الماضية

في النهاية يمكن القول أن لعبة الموت السياسية التي تحاول السعودية خوضها مع المجلس الانتقالي تحمل معها مخاطر كبيرة على الجميع فقد تنقلب هذه اللعبة على أصحابها وتفضح هشاشة السياسات القائمة على الإكراه والضغط بعيداً عن التفاهم والحوار وأن التاريخ والأحداث الماضية أظهرت أن الجنوب شعباً ومؤسسات لا يمكن أن تتنازل عن انتصاراتها وتضحيات أبنائها بسهولة وأن أي محاولات لتجاوز إرادة الشعب والمجلس الانتقالي ستسقط حتماً أمام الواقع القوي للأرض والمقاومة المحلية

فيديو