د.حسين لقور

‏ثقافة المقهور وذاكرة القهر: لماذا لم يتحرر اليمن الأسفل من هذه الثقافة؟

مقالات - منذ 7 ساعات

حين نبحث في أسباب استمرار بعض المجتمعات في إعادة إنتاج الشعور بالقهر، على الرغم من مرور الزمن وتغيّر السياقات، نجد أن الأمر لا يرتبط فقط بالحدث التاريخي ذاته، بل بكيفية تشكّله في الوعي الجمعي وتداوله في الثقافة العامة ( طاهش الحوبان) أو أغنية (اهربوا جاء الليل)، أي أن القهر لا يموت بانتهاء أسبابه، بل يعيش إن لم يُفهم ويُعالَج.

تاريخ القهر، بكل أشكاله من استعمار خارجي، إلى استبداد داخلي، إلى تهميش اجتماعي أو طبقي يترك أثراً نفسياً عميقاً في الأفراد والمجتمعات. هذا الأثر لا يكون ظرفياً، بل يتحول إلى بنية تحتية ذهنية وثقافية تحدد سلوك الأفراد ونظرتهم للعالم ولأنفسهم.

هنا، يمكن أن نفهم المفارقة التي يعيشها سكان اليمن الأسفل من ممارسات القهر الحوثي، حيث نجد بعض الفئات والمناطق التي ما زالت حبيسة ثقافة الخضوع والخوف للمركز الزيدي في الهضبة، تُعيد إنتاج علاقة الإذعان مع القاهر القادم من صنعاء، وكأن النجاة لا تتم إلا بالقبول به، ولو مجازاً.

 بينما نجد في الجنوب العربي نموذجاً مضاداً تماماً: شعب لا يقبل الضيم، ولا يرضى بالقهر، ويملك ذاكرة مقاومة مستمرة، حتى لو تعرّض للخذلان أو التآمر. الجنوبيون، بخبرتهم المريرة مع القهر، لم يُنتجوا ثقافة ضحية، بل ثقافة رفض وكرامة.

فيديو