د.حسين لقور

‏هل نحن أمام أفول تحالف وحكم الأقليات في المشرق العربي؟

مقالات - منذ ساعتان

لم يكن صعود بعض الأقليات (شيعة بفرقها المختلفة العلويون، الزيود، الاثناعشرية والدروز ) إلى مواقع القرار في السلطة في المشرق العربي نابعًا من وزنها الديموغرافي أو مشروعها الوطني، بل غالبًا ما كان نتيجة ترتيبات استعمارية استُخدمت فيها هذه الأقليات كأدوات لضبط الأغلبية وتفتيت المجتمعات.

لكن الزمن تغيّر، اليوم، لم يعد ممكنًا ولا مقبولًا أن تستمر أقلية مذهبية أو طائفية في التحكم بمصير أغلبية شعبها، سواء باسم المظلومية التاريخية أو بحماية خارجية. كما لم يعد ممكنًا أن تُبنى الدول على معادلات مختلة، تنزع عن الأغلبية حقها في القرار، وتمنح للأقلية سلطة أكبر من حجمها الواقعي.

ومع ذلك، فإن تصحيح هذا الاختلال لا يعني أن تتعرض الأقليات للإقصاء أو الانتقام، بل يعني أن يُعاد ترتيب العلاقة وفق منطق وطني متوازن، يكون فيه التمثيل السياسي بحجم الحضور الديموغرافي، والضمانات الحقوقية مكفولة لكل مكون دون تمييز.

أفضل ما يمكن أن تصل إليه الأقليات اليوم هو أن تكون شريكًا لا وصيًّا، وأن تُحترم خصوصيتها دون أن تستقوي بها، وأن تكون حاضرة في مؤسسات الدولة بقدر ما تنتمي إليها وتؤمن بها.

لقد انتهى زمن الحكم من فوق. ما يُبنى الآن هو توازن جديد: لا أحد يُقصى، ولا أحد يتفرد.

فيديو