د.حسين لقور

‏خياران لا ثالث لهما أمام الحوثي واليمنيين

مقالات - منذ 7 ساعات

بعد أن أخذت الحروب والمآسي ما اخذت من دمار وخراب، لم يعد أمام عبدالملك الحوثي ومن يلتفون حوله سوى خيارين لا ثالث لهما:

إما أن يتوقف عن وهم الولاية الإلهية، ويكفّ عن مشروعه العنصري القائم على الاستعلاء والطائفية، ويرضخ لمطالب بقية اليمنيين في إقامة دولة مدنية تحترم التعدد، وتُقرّ بحق شعب الجنوب في استعادة دولته المستقلة، ليكون بذلك جزءًا من تسوية تاريخية تفتح نافذة أمل لشعبين سئما الحروب وباتا يتشبثان بالحياة وسط ركام الكوارث.

أو يواصل العناد والمكابرة، ويرفض كل الحلول السياسية السلمية، في سبيل فرض سلطة غاشمة لا تقوم إلا على الدم والخراب، متوهّمًا أنه يستطيع فرض مشروعه بقوة السلاح إلى ما لا نهاية.

الحقيقة الساطعة أمامنا من التاريخ، هي أن الحروب لا يمكن أن تُدار إلى الأبد، ومن يُشعلها لن يكون بمنأى عن لهيبها. فالشعبان الجنوبي واليمني دفعا ثمنًا باهظًا، ويتطلعان اليوم إلى الحياة لا الموت، إلى السلام لا القهر، إلى الكرامة لا الوصاية.

وإذا لم يدرك الحوثي ذلك الآن، فسيدركه بعد فوات الأوان، حين لا تعود النار التي أشعلها قابلة للإطفاء... ولا الأوطان قابلةً للترقيع.

فيديو