أنور الرشيد

هل آن أوان اعتراف دول الخليج بعودة دولة الجنوب؟

مقالات - منذ 1 ساعة

كثيرا ما تصلني رسائل بشأن تعليقاتي ومقالاتي المتعلقة في الملف الجنوبي، وجميعها تعليقات لها كل التقدير والاحترام سواء التي تتفق أو التي تختلف معي فالجميع له حرية النقد ما عدا طبعا الذين يستخدمون كلمات نابية معتقدين بأنهم قادرون على إثنائي عن متابعة هذا الملف الذي تبنيته منذ عام 2006، وكتبت عنه أول مقال بعنوان اليمن في قلب الخليج، دعوت فيه بالاهتمام باليمن وعدم تركه لأنه قابل للانفجار، وبالفعل حدث ما حدث بعد ذلك وانفجر، وكلف دول الخليج ولا زال يكلفها مليارات رغم المحاولة لحل مشكلته عبر دعم شرعيته التي من الواضح بأنها لم تختلف عن سياسات ما قبل سقوط نظام علي عبد الله صالح بل استمرت بذات السياسة، ومن الواضح اليوم لي بأن دول الخليج طفح كيلها، ولم تجد بدًّا من مراجعة سياساتها مع هذه الشرعية على ما يبدو كحل أخير لها.

اليوم سياسات دول الخليج على مفترق طرق فلا هي قادرة على إسقاط الحوثي، ولا هي قادرة على إرجاع الشرعية المعترف بها دوليًّا، ولا هي قادرة على صبط تلك الشرعية التي لا هم لها غير الرواتب وعرقلة أية حلول لليمن لأنها بكل بساطة لا تريد حلولًا، لا في صنعاء ولا في عدن، ويشارك الشرعية بذلك ثنائي الإخوان المسلمون وقوى الفساد لأنهم سيواجهون حقيقة مرعبة وغير قادرين على حلها، وهي حل أزمات الشعبين الشمالي والجنوبي لذلك الحل الأسهل تعليق كل الأزمات، وعدم حلها وخلق العديد منها، ووضع أحجار عثرة أمام أية حلول يقدمها المجتمع الدولي والإقليمي بألف حجة وحجة؛ لذلك وأمام هذه المعضلة لا حل لهذه الأزمة إلا بتجزئتها والبدأ بالأسهل ثم الأصعب، فحلها دفعة واحدة أمرٌ مستحيلٌ؛ وعليه فإن الخطوة الأولى لحل هذه الأزمة هي الاعتراف بعودة دولة الجنوب ودعمها وتقويتها لتكون نموذجًا لدولة الشمال، وهذا الحل سينعش حلولًا أخرى تعاني منها المنطقة منها أزمة الأمن في البحر الأحمر، وأزمة صرف مليارات على مشاريع لم تحقق نتيجة منها على سبيل المثال لا الحصر أزمة الكهرباء في الجنوب.

وعلى ذلك فإن مسؤولية دول التحالف مسؤولية تاريخية تجاه أزمة اليمن عموما والجنوب خصوصا، والاعتراف الخليجي اليوم بعودة دولة الجنوب ليس حلًّا لجزء كبير من مشكلة اليمن فقط، وإنما خلق عمق استراتيجي وأمني لدول الخليج، وهذا يحتاج لحلول برغماتية، وليس حلولًا تقليدية كلفت مليارات على لا شيء 99,99% منها ضاعت على فساد شرعية انتهت صلاحيتها.

السؤال هنا، هل تفكر دول الخليج بطريقة برغماتية غير تقليدية لإنقاذ الشعبين الشمالي والجنوبي عبر الاعتراف أولا بعودة دولة الجنوب؟

هذا ما آمله…

فيديو