تحليل | استراتيجية إدارة ترامب لتعزيز التعاون الإقليمي والمحلي تجاه أنشطة الحوثيين الإرهابية

دراسات وتحليلات - منذ 17 يوم

عين الجنوب | خاص

يكشف تقرير ناشنال انترست حول إستراتيجية إدارة ترامب في الشرق الاوسط مسلطاً الضوء على خطاب السيناتور ماركو روبيو وانتقاده الحاد لنهج إدارة بايدن في التعامل مع التمرد الحوثي في المنطقة، وعلى وجه التحديد افتقارها الملحوظ إلى العمل العسكري الحاسم والدعم المحدود للحلفاء الإقليميين. وتشير حجة روبيو إلى أنه في ظل إدارة ترامب، من المحتمل أن يكون هناك تحول كبير في سياسة الولايات المتحدة تجاه الحوثيين، مع التركيز على الدعم العسكري والاستراتيجي القوي لمحاربة الجماعة.

تشير مقالة روبيو الافتتاحية إلى أن إدارة ترامب ستتبنى موقفاً عدوانياً تجاه التمرد الحوثي. ومن المرجح أن تشمل المكونات الرئيسية لهذه الاستراتيجية ما يلي:

 تعزيز استهداف قيادة الحوثيين والبنية التحتية: ينتقد روبيو بايدن لقيامه بقصر الضربات على مواقع إطلاق الطائرات بدون طيار والمستودعات غير المستخدمة، مما يعني ضمناً أن إدارة ترامب ستأذن بضربات شاملة على القيادة الحوثية العليا والبنية التحتية العسكرية الحيوية. ويهدف هذا الاستهداف إلى إضعاف القدرات العملياتية للحوثيين وردع عدوانهم الإقليمي. كما يشير سجل ترامب في السياسة الخارجية إلى تحالف قوي مع الحلفاء الخليجيين مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. يشير ذكر روبيو للمساعدة العسكرية واللوجستية الموسعة إلى أن هذه الدول يمكن أن تشهد دعماً معززاً للغارات الجوية والعمليات البرية ضد الحوثيين. ويمكن أن يشمل هذا الدعم الأسلحة المتقدمة وتبادل المعلومات الاستخبارية والتدريب المتخصص، بالإضافة الى تسليط مقالة الرأي الضوء على إمكانية توسيع نطاق الحكم والمساعدة العسكرية للفصائل المحلية المتحالفة مع مجلس القيادة الرئاسي والمجلس الانتقالي الجنوبي. ويمكن لهذه القوات أن تلعب دوراً مركزياً في تحقيق الاستقرار في الجنوب ومواجهة نفوذ الحوثيين في المناطق الرئيسية.

 ويجدر الإشارة الى أن المجلس الانتقالي الجنوبي يظهر كشريك محوري في هذه الاستراتيجية المحتملة, لعدة أسباب منها:

 الأهمية الجيواستراتيجية: يحكم المجلس الانتقالي الجنوبي مناطق في الجنوب، بما في ذلك عدن وغيرها من المناطق الساحلية الحيوية. وتعتبر هذه المناطق حاسمة لتأمين الطرق البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، والتي كثيراً ما تهددها أنشطة الحوثيين. إن دعم المجلس الانتقالي الجنوبي يعزز الأمن في هذه المناطق بصفته شريك فاعل حقق نجاحاً في تأمين البر من الجماعات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة، علاوة على توافق أهداف المجلس الانتقالي الجنوبي مع التركيز المحتمل لإدارة ترامب على مواجهة النفوذ الإيراني وضمان الاستقرار في المنطقة. باعتباره ممثلاً شرعياً للحكم الذاتي في جنوب اليمن، يقدم المجلس الانتقالي الجنوبي شريكاً موثوقاً به في إدارة الحكم والأمن ويمكن تعزيز دوره في الانخراط بشكل مباشر كطرف لمواجهه عدوانية الحوثيين في الممرات البحرية.

 تعزيز الحكم المحلي: تتضمن مقالة روبيو الافتتاحية الاعتراف بالحاجة إلى حكم على الأرض لمواجهة الحوثيين بشكل فعال. إن المجلس الانتقالي الجنوبي، بهياكله الإدارية ودعمه المحلي، في وضع جيد لتوفير توازن موازن لسيطرة الحوثيين في الشمال، بجانب إن القدرات العسكرية للمجلس الانتقالي الجنوبي، لا سيما من خلال قوات مكافحة الإرهاب والالوية لعسكرية الأخرى، تجعله حليفاً موثوقاً به للقيام بعمليات مشتركة ضد الحوثيين. ومن الممكن أن يؤدي تعزيز الدعم الأمريكي والخليجي من حيث التدريب والخدمات اللوجستية والاستخبارات إلى تعزيز هذه الجهود بشكل كبير.

فكما تم الإشارة الى إحتمالية حدوث تغيير حقيقي في سياسة الولايات المتحدة الخارجية، يظهر انتقاد روبيو لإدارة بايدن على إمكانية قيام إدارة ترامب بتبني نهج استباقي حاسم ضد الحوثيين. ومن خلال تكثيف الضربات، وتعزيز التحالفات الإقليمية، وتعزيز الشراكات مع الجهات الفاعلة المحلية مثل المجلس الانتقالي الجنوبي، يمكن لهذه الاستراتيجية أن تغير بشكل كبير ميزان القوى في المنطقة.

إن الموقع الجيوستراتيجي للمجلس الانتقالي الجنوبي وقدراته في الحكم وقوته العسكرية يضعه كحجر الزاوية في هذا النهج. ومع ذلك، فإن نجاح مثل هذه السياسة سيتوقف على معالجة المخاوف الإنسانية، وإدارة الديناميكيات المحلية الداخلية المعقدة، وتخفيف الانتقادات الدولية خاصة من روسيا والصين وربما الاتحاد الأروبي أيضاً.

 وفي نهاية المطاف، فإن الإجراءات المحتملة لإدارة ترامب، كما عبر عنها روبيو، ستعكس رؤية أوسع لتعزيز نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة، ومواجهة وكلاء إيران، وحماية الممرات المائية الدولية الحيوية.

فيديو