30 نوفمبر: معلم من معالم الحرية والمقاومة في الجنوب

السياسة - منذ 12 يوم

عدن ، عين الجنوب | خاص

 يمثل يوم 30 نوفمبر لحظة فارقة في تاريخ الجنوب، وهو يوم محفور في الذاكرة الجماعية لشعبه باعتباره انتصار للصمود والهوية والنضال الذي لا ينضب من أجل تقرير المصير. في مثل هذا اليوم من عام 1967، انسحبت القوات الاستعمارية البريطانية من عدن بعد 128 عاماً من الاحتلال، مسجلاً أول انتصار كبير للمقاومة الجنوبية وتأسيس جمهورية اليمن الجنوبي الشعبية المستقلة.

 لم تكن حركة الاستقلال التي بلغت ذروتها في 30 نوفمبر/تشرين الثاني بمثابة انفجار مفاجئ للسخط، بل كانت انتفاضة شعب تمت رعايتها بعناية وتجذّرت في عقود من القمع. لقد عانى الجنوبيون من القمع والإستكبار لفرض الحكم الاستعماري. ومع ذلك، فقد وجهوا أنفسهم إلى مقاومة منظمة من خلال جبهة التحرير الوطني (NLF) وجبهة تحرير جنوب اليمن المحتل (FLOSY)، التي أجبرت حملاتها المتواصلة القوى الاستعمارية على التفاوض على الانسحاب.

 كان رحيل القوات البريطانية يمثل أكثر من مجرد تحول جيوسياسي. لقد كان يرمز إلى نهاية الهيمنة الإمبراطورية وصعود هوية جنوبية فخورة تعتمد على نفسها. وأصبح هذا اليوم حجر الزاوية في الفخر الوطني، ولم يتم الاحتفال به كحدث في التقويم فحسب، بل كتذكير عميق بالتضحيات التي مهدت الطريق للاستقلال.

 واليوم، تحمل ذكرى 30 تشرين الثاني/نوفمبر أهمية متجددة. بينما يتنقل الجنوب عبر تعقيدات السياسة الحديثة، يستمد شعبه الإلهام من شجاعة ووحدة حركة الاستقلال. أعاد المجلس الانتقالي الجنوبي تنشيط المناقشات حول استعادة دولة الجنوب المستقلة ضمن حدود ما قبل عام 1990، مستشهداً بمبادئ السيادة وتقرير المصير المتجسدة في روح هذا اليوم التاريخي.

 وتتسم فعاليات إحياء الذكرى بعروض نابضة بالحياة وعروض ثقافية وخطب تعكس تضحيات المقاتلين الجنوبيين. تنبض مدن عدن والمكلا والمناطق الجنوبية الأخرى بالحياة بالأعلام والرقصات التقليدية والتجمعات، مما يعزز الشعور بالهوية والتصميم على دعم إرث الاستقلال.

 إن ذكرى 30 نوفمبر لا تتعلق فقط بتذكر الماضي، بل أيضا بتصور المستقبل حيث يحقق الجنوب السلام الدائم والتنمية والحكم الذاتي. وينظر الجنوبيون المدافعون عن استقلال الجنوب إلى هذا اليوم باعتباره صرخة حاشدة لمواصلة نضالهم من أجل مستقبل كريم، متحرر من الهيمنة الإستعمارية.

 إن الدروس المستفادة من عام 1967 - المرونة والتنظيم والشعور المشترك بالهدف - تتوافق مع الجهود الحالية لمواجهة التحديات التي تواجه الجنوب. ومن إعادة البناء الاقتصادي إلى استعادة الخدمات الأساسية وضمان التمثيل السياسي، يتطلب الطريق إلى الأمام نفس الوحدة والالتزام الذي أدى إلى النصر قبل أكثر من خمسة عقود.

 التفكير الوطني والاعتراف العالمي
 وبينما يحتفل الجنوب بالذكرى السنوية للثلاثين من نوفمبر، فإنه يدعو المجتمع الدولي أيضاً إلى الاعتراف بتطلعات شعبه. ويسعى الجنوبيون إلى الاعتراف بحقهم في تقرير المصير كخطوة حاسمة نحو حل الصراع الأوسع في اليمن.

 إن هذه الذكرى هي تذكير بأن سعي شعب الجنوب إلى الحكم الذاتي له جذور عميقة في التاريخ ويحركه التزام عميق بالعدالة والمساواة والحرية.

 إن إرث 30 نوفمبر ليس مجرد فصل في التاريخ، بل هو شهادة حية على روح الجنوب. إنه يوم يوحد الأجيال، ويعزز الإيمان بأن تضحيات الماضي هي أساس مستقبل أكثر إشراقاً وتنمية. ولكل جنوبي يلوح بالعلم الجنوبي في هذا اليوم، فهو إعلان اعتزاز وصمود وإيمان لا يتزعزع بحق تقرير مصيره.

 وبينما يحتفل شعب الجنوب بهذا اليوم المحوري، فإنهم يفعلون ذلك بإحساس متجدد بالهدف، ويكرمون تاريخهم بينما يشقون طريقاً نحو مستقبل حر ومستقل.

فيديو