التالى السابق

إرادة شعب الجنوب في تقرير المصير وبناء دولته المستقلةإ

السياسة - منذ 3 أيام

عين الجنوب | تقرير - خاص

من سوريا الى الجنوب في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية المتأزمة التي تعاني منها المنطقة، يتصاعد صوت شعب الجنوب للمطالبة بحقوقه الديمقراطية في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة. هذه الدعوات تأتي استناداً إلى إرادة شعبية قوية تهدف لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في الجنوب، بعيداً عن سياسات الحكومة الحالية التي أثبتت فشلها في تلبية احتياجات الشعب وتحقيق التنمية المستدامة.

شعب الجنوب، الذي يمتلك تاريخ سياسي واقتصادي وثقافي متميز، ينادي بضرورة دعم استعادة دولته المستقلة التي كانت قائمة قبل عام 1990. هذه المطالب تعكس رغبة الشعب في إنهاء حالة التهميش السياسي والاقتصادي التي عانى منها الجنوب بعد الوحدة حتى هذه اللحظة. تتجلى إرادة الشعب الجنوبي من خلال الحشود الكبيرة التي تشارك في التظاهرات والفعاليات الداعمة لحق تقرير المصير منذ ما بعد حرب 1994، فضلاً عن دعمها لمؤسسات مثل المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسعى لتحقيق هذه الأهداف.

تشير العديد من التقارير إلى أن الحكومة الحالية تعاني من الفساد وضعف القدرة على إدارة الدولة، مما أدى إلى انهيار الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه، وانتشار الفقر والبطالة، وانعدام الأمن. هذا الفشل أدى إلى تعميق معاناة الشعب الجنوبي وزاد من إصراره على ضرورة إيجاد حلول جذرية تتمثل في بناء دولة مستقلة قادرة على تلبية تطلعاته. لذا من المهم أن يلعب المجتمع الدولي دور محوري في دعم تطلعات شعب الجنوب بصفته أحد الفاعلين في المنطقة، خاصة من خلال:

توفير الدعم الفني والاستشاري لإجراء استفتاء شعبي حر ونزيه يشرف عليه المجتمع الدولي. إضافة الى مراقبة الوضع الحقوقي في الجنوب وضمان عدم تعرض الشعب لممارسات القوى السياسية المناهضة لحق شعب الجنوب في مجال الخدمات أثناء ممارسة حقوقه الديمقراطية. أيضاً ينبغي على المجتمع الدولي والشركاء الإقليمين دعم مشاريع تنموية مستدامة تسهم في تعزيز البنية التحتية واستقرار الاقتصاد الجنوبي.

ومن هذا الحق الشعبي العادل والمشروع ندعو إلى دعم الأمم المتحدة والدول الفاعلة لتحقيق مطالب الشعب الجنوبي العادلة بالطرق الديمقراطية والسلمية. هذه الخطوة لن تساهم فقط في تحقيق تطلعات الشعب الجنوبي، بل ستسهم أيضاً في تعزيز الاستقرار الإقليمي، ومكافحة الإرهاب، وحماية الملاحة البحرية في أحد أهم الممرات المائية الدولية.

إن إرادة شعب الجنوب ليست مجرد مطلب سياسي، بل هي حق قانوني وإنساني يعكس تطلعات شعب سعى ويسعى لتحقيق العدالة والاستقرار. وعلى المجتمع الدولي أن يدرك أهمية دعم هذه التطلعات لضمان مستقبل أكثر استقراراً وعدالة في منطقة معرضة للصراع منذ أكثر من ثلاثة عقود كاملة دون حل جذري للسبب الرئيسي للصراع المتمثل بعدم الإستجابة الغير مبرره تجاه مطالب شعب الجنوب الديمقراطية والحقوقية.