هل ستشهد سوريا صراعاً جديد؟

تقارير - منذ 3 شهر

إيران وطموحات إستعادة النفوذ في ظل دعم السعودية للإدارة السورية الجديدة

عين الجنوب | تقرير - خاص


في أعقاب سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، أصدرت شخصيات إيرانية بارزة تصريحات تعكس مواقف طهران تجاه التطورات في سوريا ومستقبل نفوذها في المنطقة.

وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي: أكد عراقجي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العماني على أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وأشار إلى أن إيران كانت على اتصال مع التيارات المعارضة في سوريا بهدف دفع العملية السياسية، لكنه أوضح أنه لا يوجد حالياً أي اتصال مباشر مع الجهة الحاكمة الجديدة في دمشق. بينما القائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي: أعلن سلامي أمام البرلمان الإيراني أن بلاده ليس لها أي وجود عسكري في سوريا بعد سقوط نظام الأسد. وأشار إلى أن المستشارين العسكريين والقوات الإيرانية التي كانت موجودة في سوريا انسحبت بعد سقوط النظام، مؤكداً أن الجمهورية الإسلامية لم تضعف قوتها نتيجة لهذه التطورات. 

لكن مع انهيار نظام الأسد، يُتوقع أن تشهد سوريا تنافساً متزايداً بين إيران ودول الخليج العربي على النفوذ في المرحلة المقبلة. حيث سعت طهران خلال السنوات الماضية إلى تعزيز وجودها في سوريا عبر دعم النظام السابق وتأسيس علاقات مع مجموعات محلية. ومع التغيرات الأخيرة، قد تحاول إيران إعادة تشكيل استراتيجيتها للحفاظ على مصالحها، سواء من خلال دعم مجموعات موالية أو البحث عن تحالفات جديدة. بينما دول الخليج العربي، من جانبها، قد ترى في سقوط نظام الأسد فرصة لتعزيز نفوذها في سوريا، خاصة في ظل التوترات المستمرة مع إيران. من المتوقع أن تسعى هذه الدول إلى دعم قوى سياسية وعسكرية تتماشى مع رؤيتها لمستقبل سوريا، بهدف تقليص التأثير الإيراني وتعزيز الاستقرار بما يتوافق مع مصالحها.

سقوط نظام الأسد يفتح فصلاً جديداً في الصراع على النفوذ في سوريا بين إيران ودول الخليج. التصريحات الإيرانية الأخيرة تشير إلى محاولة طهران إعادة تقييم دورها في سوريا، في حين يُتوقع أن تسعى دول الخليج إلى استغلال الفرصة لتعزيز حضورها في الساحة السورية. هذا التنافس المستجد قد يؤثر بشكل كبير على مستقبل سوريا والتوازنات الإقليمية في الشرق الأوسط.

لكن التصريحات الإيرانية تكشف عن جدية إيران في محاولة لاستعادة النفوذ المفقود
حديث نائب قائد الباسيج الإيراني عن (الأسى) الذي يعيشه الشعب السوري وأنه سينتفض ضد الوضع الحالي يمكن قراءته في هذا السياق كإشارة لمحاولة إيران إعادة تعريف دورها في سوريا بعد سقوط النظام. هذه التصريحات تعكس رغبة إيرانية في تقديم نفسها كحامية للشعب السوري، بهدف الحفاظ على موطئ قدم سياسي أو عسكري في مرحلة ما بعد الأسد. وما يزيد حدة جدية إيران هو الكشف عن تدريب 130 ألف مقاتل للقتال في سوريا، والذي يعد إقرار ضمني بأن إيران كانت تعد العدة لفترة طويلة لتحصين نفوذها في سوريا، حتى وإن انتهى حليفها السياسي المتمثل في نظام الأسد. هذا العدد الكبير من المقاتلين يشير إلى أن إيران كانت تُخطط لتكون لها القدرة على التدخل المباشر أو غير المباشر في أي مرحلة من مراحل الصراع أو التسوية.

سؤال! برأيك هل ستخرج سوريا من أزمتها أم ان التحديات المقبلة ستكون أكثر صعوبة؟

فيديو