دور المملكة العربية في السعودية مباشر ومؤثر

تقارير - منذ 6 شهر

المملكة العربية السعودية خطوات على الأرض نحو التأثير والإستقرار الإقليمي والريادة العالمية

عين الجنوب | تقرير - خاص


في خطوة تؤكد التزام المجتمع الدولي بدعم الشعب السوري في واحدة من أصعب المراحل التي يمر بها، استضافت العاصمة السعودية الرياض اجتماع وزاري دولي بحضور واسع لممثلين من دول ومنظمات إقليمية ودولية. وقد شاركت في الاجتماع البحرين، مصر، فرنسا، ألمانيا، العراق، إيطاليا، الأردن، الكويت، لبنان، عمان، الإمارات، قطر، إسبانيا، سوريا، تركيا، بريطانيا، الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى ممثل الجامعة العربية، الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي، أمين مجلس التعاون الخليجي، ومبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا.


هذا اللقاء الرفيع المستوى جاء في وقت تشهد فيه سوريا تحديات إنسانية وسياسية واقتصادية غير مسبوقة. المجتمعون ركزوا على أهمية تعزيز الدعم للشعب السوري الذي يعاني منذ سنوات طويلة من ويلات الحرب والتهجير والتدمير، حيث تركزت المناقشات حول آليات تقديم مساعدات إنسانية وتنموية تلبي الاحتياجات الأساسية للسوريين داخل البلاد وخارجها.

في مقدمة القضايا التي طرحت على طاولة الحوار، جاء ملف تحسين الظروف المعيشية للسوريين كأولوية قصوى. المشاركون أكدوا على ضرورة تقديم مساعدات شاملة تشمل الغذاء والدواء والتعليم، مع التركيز على تسهيل وصول هذه المساعدات إلى المناطق الأكثر احتياجاً. كما أشاروا إلى أهمية دعم برامج إعادة الإعمار، ليس فقط كجزء من التزامات المجتمع الدولي، ولكن كخطوة أساسية نحو استعادة استقرار سوريا. وفي السياق السياسي، شدد الحاضرون على ضرورة دفع عجلة الحل السياسي بما يضمن انتقال سلمي وشامل يحقق تطلعات جميع أطياف الشعب السوري، مع الأخذ بعين الاعتبار التحديات التي تواجهها البلاد نتيجة التدخلات الخارجية المزعزعة والصراعات الإقليمية.

من النقاط التي حظيت بنقاش واسع خلال الاجتماع، التحديات التي تفرضها العقوبات الاقتصادية على سوريا، والتي أثرت بشكل كبير على قدرتها على التعافي الاقتصادي. دعا المشاركون إلى رفع العقوبات التي تعيق جهود إعادة الإعمار وتحسين معيشة الشعب السوري. كما تم التطرق إلى الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة في الأراضي السورية، حيث أكد المجتمعون على أهمية التعامل مع هذه التحديات من خلال الحوار والدبلوماسية.

الاجتماع شهد تأكيد قوي على أهمية التعاون الدولي والإقليمي في دعم سوريا. حيث أشاد المشاركون بالدور الذي تلعبه الدول المجاورة، مثل الأردن ولبنان، في استضافة اللاجئين السوريين على مدى سنوات طويلة، وأكدوا على ضرورة تقديم الدعم لهذه الدول لتحمل الأعباء الإنسانية. كما تمت الإشادة بالدور الفاعل الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في استضافة هذا الاجتماع المهم، والذي يعكس حرصها على لعب دور محوري في تحقيق السلام والاستقرار في سوريا والمنطقة بشكل عام. المملكة أكدت التزامها بدعم الشعب السوري من خلال مبادرات إنسانية وتنموية وسياسية تعزز من فرص تحقيق الاستقرار المستدام. والجميع شاهد عمليات الجسر الجوي الذي قامت به المملكة لإغاثة ودعم المواطنين، وبشهادة رئيس الهلال الأحمر السوري.

البيان الختامي للاجتماع حمل رسالة أمل للشعب السوري، حيث أكد المشاركون أنهم سيواصلون العمل بشكل جماعي لتقديم الدعم الضروري، سواء من خلال المساعدات المباشرة أو عبر دعم المؤسسات الإنسانية العاملة على الأرض. كما شددوا على أن الشعب السوري ليس وحيداً في معاناته، وأن المجتمع الدولي يقف إلى جانبه لتحقيق مستقبل أفضل خاصة المملكة.

هذا الاجتماع يعد خطوة محورية نحو تعزيز الجهود الدولية للتعامل مع الأزمة السورية. فهو يعكس التزام الدول والمنظمات المشاركة بتوحيد الجهود لتحقيق رؤية مشتركة لسوريا مستقرة وآمنة. وبالرغم من التحديات الهائلة، فإن هذه الجهود تمثل بصيص أمل للسوريين في الداخل والخارج بأن العالم لا يزال يهتم بمأساتهم ويعمل على إنهاء معاناتهم الممتدة طيلة خمسة عقود

وبالرغم التحديات لا تزال كبيرة، فهناك عقبات عديدة تقف في وجه تنفيذ هذه المخرجات. استمرار التدخلات الخارجية من قبل بعض القوى الإقليمية مثل إيران والدولية مثل روسيا قد يعرقل الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار. علاوة على ذلك، الوضع الميداني في سوريا ما زال هشاً، مع استمرار وجود جماعات مسلحة وتنظيمات إرهابية تستغل الفوضى لفرض نفوذها.

لكن رغم هذه التحديات، فإن الاجتماع يمثل بارقة أمل للشعب السوري، ليس فقط لأنه يعكس إرادة دولية للتغيير، بل لأنه يشير إلى إدراك متزايد بأن استقرار سوريا هو مفتاح استقرار المنطقة بأسرها. عودة اللاجئين إلى بلادهم، وتحسين الأوضاع الإنسانية، وإعادة بناء البنية التحتية، كل ذلك يمكن أن يساهم في خلق مناخ جديد يتيح للسوريين استعادة حياتهم تدريجياً.

من جانب آخر، فإن نتائج الاجتماع قد تمتد تأثيراتها إلى الإقليم والعالم. تحقيق الاستقرار في سوريا يمكن أن يسهم في تقليل موجات الهجرة واللجوء، وهو ما سيخفف الضغط على دول الجوار وأوروبا. كما أن تقليص التدخلات الخارجية وإضعاف الجماعات الإرهابية يمكن أن يعيد رسم التوازنات الإقليمية، خاصة في ظل تصاعد المنافسة بين القوى الكبرى في المنطقة.

في النهاية، نجاح هذه الجهود يتطلب إرادة سياسية حقيقية، ليس فقط من قبل الأطراف السورية، بل أيضاً من قبل المجتمع الإقليمي والدولي. الالتزام بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، والدعم المستمر لسوريا، يمكن أن يكون بداية حقيقية لإنهاء واحدة من أكثر الأزمات تعقيداً في العصر الحديث. الشعب السوري يستحق فرصة للعيش بكرامة وسلام، والمجتمع الدولي يتحمل مسؤولية أخلاقية وسياسية لتحقيق ذلك.

فيديو