القيادة الجنوبية جهود ذاتية لدفع عجلة البناء

تقارير - منذ 3 شهر

القيادة الجنوبية في مواجهة فشل حكومة المؤامرات والفساد

الفرق بين أن تكون القيادة ممثلة للشعب وبين أن تكون ممثلة لأجنداتها الشخصية 


عين الجنوب | تقرير - خاص

شعب الجنوب، الذي يعاني من سياسة مخلفات الإحتلال اليمني حتى الآن. وفي وسط هذه المؤامرات والفشل الحكومي الممنهج تظهر شخصيات قيادية تلعب دوراً حيوياً في مواجهة التحديات المتراكمة منذ عقود. من بين هذه الشخصيات، يبرز الشيخ راجح باكريت، عضو رئاسة المجلس الإنتقالي الجنوبي، الذي نجح في أن يكون نموذجاً للقيادة الجنوبية الحقيقية، في وقت تشهد فيه البلاد فشلاً ذريعاً لحكومة المناصفة، التي ساهمت سياساتها في تعميق معاناة الشعب الجنوبي.

عقب توقيع اتفاق الرياض، كان من المتوقع أن تمثل الحكومة المفروضة خطوة نحو استعادة الاستقرار الإقتصادي والخدماتي. إلا أن ما حدث على أرض الواقع كان استمراراً لنهج النظام التابع لصنعاء، الذي تفنن في حصار الجنوب سياسياً واقتصادياً وثقافياً. لا تزال القيادات المرتبطة بالنظام السابق، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، تمارس نفوذاً يعطل التنمية ويعمّق الأزمات.

حكومة التآمر التي يفترض أنها تمثل مصالح الشعب، انشغلت بمصالحها الخاصة والحزبية، وتركت الشعب الجنوبي يعاني من تدهور الخدمات، وارتفاع معدلات الفقر، وغياب التنمية. هذا الواقع يكشف عن استمرار القوى التي لا تريد أي نجاح لمشروع شعب الجنوب الوطني ساعية لتعطيل أي خطوات جادة لتحقيق التقدم، رغم أن الجنوب أحتضنهم في أرضه بعد فرارهم.

إن استمرار عبث شخصيات موالية لصنعاء ضمن حكومة المناصفة يُعد أحد الأسباب الرئيسية لتدهور الوضع الاقتصادي في الجنوب. السياسات المالية والاقتصادية التي تمارسها هذه الشخصيات تهدف بشكل واضح إلى إفقار الشعب الجنوبي، وممارسة العقاب الجماعي، حيث تسعى لإضعاف موقفه السياسي على المستويين المحلي والدولي، وتعطيل أي جهود لإقامة نظام جنوبي مسؤول ويلبي تطلعات أبناء الجنوب.

وسط هذا المشهد المزري، يبرز الشيخ راجح باكريت كنموذج للقيادة الجنوبية التي تمثل مصالح شعبها وتعمل على تجاوز هذا الحصار. إنجازاته هي تعبير عملي عن رؤية شاملة تهدف لتحرير الجنوب من قيود الفساد والتبعية والهيمنة. دعمه للتعليم، من خلال تمويل سكن طلاب شبوة في حضرموت، وتزويد كلية النفط والمعادن بأجهزة متطورة، يؤكد على إدراكه العميق لأهمية الاستثمار في الشباب الجنوبي.

في الوقت الذي تتعطل فيه الحكومة عن توفير الخدمات الأساسية، يبادر الشيخ باكريت لتوفير المياه من خلال بناء الخزانات، وتحسين البنية التحتية، ودعم القطاع الصحي. هذه الجهود تعكس روح القيادة الجنوبية التي تضع مصلحة شعبها فوق كل اعتبار. بعكس حكومة تم فرضها على الشعب وتدويرها والتي لم تقف عند الحصار الاقتصادي، بل توسعت في مؤامراتها لتشمل محاولات تدمير الهوية الثقافية والاجتماعية للشعب الجنوبي. سياسات مخلفات الإحتلال اليمني، التي استمرت ضمن تركيبة حكومة المناصفة، تسعى لتقويض الهوية الجنوبية من خلال طمس التراث وتهميش الثقافة الجنوبية. هنا أيضاً لعب الشيخ راجح باكريت دوراً محورياً من خلال دعمه للمهرجانات الثقافية والتراثية. هذه الفعاليات التي تمثل إرث شعب الجنوب، تعبر عن التمسك بالهوية الجنوبية ومقاومة محاولات الطمس الممنهج.

وعلى الصعيد العسكري، واصلت أنظمة الشمال وحلفائها في حكومة المناصفة زعزعة استقرار الجنوب من خلال تمويل الجماعات الإرهابية وافتعال الأزمات الأمنية. ورغم كل ذلك، أثبتت القوات الجنوبية أنها قادرة على التصدي لهذه المحاولات. في ظل تآمر حكومي ضد القوات الجنوبية كاشفة عن نوايا خبيثة لإضعاف الموقف الجنوبي.

الحقيقة الصارخة هي أن ما يحدث اليوم في الجنوب هو صراع بين قيادتين: قيادة جنوبية تعمل بصدق وتفان لتحقيق تطلعات الشعب وتلبيه إحتياجاته ممثلة بالمجلس الإنتقالي الجنوبي وقيادة مرتبطة بنظام الإحتلال، وتسعى لإبقاء الجنوب في دائرة التبعية والتهميش والإستغلال. في هذا السياق، يمثل الشيخ راجح باكريت نموذجاً للقيادة الجنوبية الحقيقية، التي تواجه التحديات بخطوات عملية وإيمان عميق بقضية الجنوب.

إن الخروج من هذا الوضع يتطلب من الشعب الجنوبي التكاتف لدعم قياداته التي تعبر عن مصالحه، مثل الشيخ باكريت، والعمل على التخلص من إرث أنظمة الإحتلال اليمني الذي لا يزال يعطل مسار التنمية والاستقرار. الجنوب يستحق قيادة تمثل مصالحه، وتحمل رؤى حقيقية للتقدم، بعيداً عن الأجندات التي أثبتت فشلها مراراً وتكراراً منذ حرب 94 الغادرة.

فيديو