الجنوب تحديات وإنجازات

دراسات وتحليلات - منذ 2 شهر

عدن |عين الجنوب | خاص
في خضم الأحداث المتلاحقة التي تشهدها المنطقة، يبرز شعب الجنوب كقوة لا يستهان بها، قوة قدمت التضحيات الجسيمة وواجهت التحديات بعزيمة لا تلين. لقد ذهب الجنوبيون إلى أبعد مدى ممكن في هذه الحرب، حيث وقفوا في وجه المد الحوثي بكل شراسته، محققين انتصارات كانت بمثابة صفعة قوية لهذا التنظيم الذي حاول أن يفرض سيطرته على الأرض بالقوة. هذه الانتصارات العسكري كانت إعلان واضح بأن الجنوبيين لن يسمحوا لأحد أن يمس كرامتهم أو يهدد أمنهم القومي.

لقد حرر الجنوبيون أرضهم، بل وحرروا جزءاً من أرض الشمال مما وضع الحوثيين في حجمهم الحقيقي على الأرض. لكن هذه التضحيات لم تكن دفاعاً عن شرعية فاسدة أو نظام فاشل، بل كانت دفاعاً عن الأمة وعن حق الجنوبيين في العيش بحرية وكرامة. لقد كان الجنوبيون يدافعون عن هويتهم، عن أرضهم، وعن مستقبل أجيالهم القادمة. هذا الصراع العسكري كان معركة وجودية من أجل البقاء.

اليوم، يواجه الجنوبيون تحديات جديدة، حيث تلوح في الأفق سلطة فاسدة تسيطر عليها قوى النفوذ اليمني، ممثلة في الأذرع الدينية الإخوانية والعسكرية والحكومية. هذه السلطة التي لا تعترف بحقوق الجنوبيين، ولا تحترم تطلعاتهم نحو الحرية والاستقلال. لم يعد أمام الجنوبيين خيارات كثيرة، فإما أن يتركوا هذه الحكومة الفاسدة تعيد احتلال الجنوب عسكرياً، أو أن يواجهوها في معركة حاسمة، معركة تكون فيها الكرامة هي الرهان الأكبر.

هذه المعركة هي معركة من أجل الكرامة والحرية. إنها معركة يدرك الجنوبيون أنها قد تكون الأخيرة، ولن يخرجوا منها أبداً مهزومين نفسياً أو معنوياً. إنها معركة يعرفون أنها ستحدد مصيرهم، ليس فقط على المستوى السياسي، بل على مستوى الهوية والوجود.

في هذا السياق، يجب أن يدرك الجميع، بما في ذلك التحالف، أن الجنوبيين لم يقدموا تضحياتهم من أجل مصالح ضيقة أو أجندات خارجية، بل كانوا يدافعون عن قضية عادلة، قضية تمس كل جنوبي يعيش على هذه الأرض. إنهم يدافعون عن حقهم في تقرير مصيرهم، وفي العيش بكرامة بعيداً عن الفساد والاستبداد.

لابد أن يفهم العالم أن الجنوبيين ليسوا مجرد لاعبين في صراع محلي، بل هم أصحاب قضية تستحق الدعم والاحترام. إنهم يقاتلون من أجل أن يكون لهم صوت في تحديد مصيرهم، ومن أجل أن يعيشوا في وطن يعترف بهم ويحترمهم.

إن المعركة التي يخوضها الجنوبيون اليوم هي معركة من أجل الكرامة، من أجل الحرية، ومن أجل حقهم في أن يكونوا أصحاب قرارهم. إنها معركة قد تكون طويلة وشاقة، لكنها معركة يستحقون أن يخرجوا منها منتصرين، لأنهم ببساطة يقاتلون من أجل ما هو أكثر من مجرد أرض، إنهم يقاتلون من أجل هويتهم، ووطنهم، ومستقبلهم.

فيديو