الإرادة الجنوبية :صمود يتحدأ الانكسار

الجنوب - منذ 20 ساعة

عبدالحافظ الحميدي|| عين الجنوب:

في خضم الأحداث المتلاحقة التي تشهدها أرض الجنوب، يسطع صمود الشعب منارةً للإرادة الصلبة والتحدي الأصيل. حين يلتقي منطق الحق وثقة الاقتدار، ويواجههما عبث الباطل وشعور الضعف، تتلاشى قوى الزيف أمام صلابة المطالب العادلة. تصبح تلك القوى كلاعب قمارٍ خاسر، يستميت في اللهث وراء الزمن، غير مدركٍ أن خسارته محتومة.

إن قضيتنا الجنوبية قد تجاوزة كونها مجرد خيار ؛ فهي لم تكن يومًا وليدة فكرة طارئة أو نزوة جماعة، بل هي إرادة شعبية راسخة، انبثقت من تاريخ مديد من النضال والتضحيات الغالية التي لا يمكن طمسها. إنها هوية أصيلة يُراد لها أن تُستأصل من قِبل قوى الطغيان والاحتلال.
لقد أدركنا منذ البداية، وما زلنا نفهم بعمق، أن قضية شعبنا في الجنوب هي في جوهرها قضية تحقيق الوجود على أرضه كهدف أولي وأساسي، وبالتالي تمكينه من حقوقه كاملة كنتيجة طبيعية لهذا الوجود، لا العكس.
هذا الانعكاس المؤسف الذي يعيشه شعبنا ليس إلا تعبيرًا عن رغبة أولئك الذين يشنونه في كسر إرادة شعبنا، عبر محاولات تقويض متعددة الأوجه، من سياسات خبيثة ترمي إلى زعزعة الاستقرار والتلاعب بأُسس حياة المواطن، وبث سموم الفتنة بين أبناء المجتمع الواحد، وصولًا إلى محاولات إعادة تدوير الوجوه القديمة، ظنًا منهم أنها قادرة على كسر الإرادة الجمعية الجنوبية الصلبة.

إننا، وحتى هذه اللحظة، وفي طليعتنا قيادتنا السياسية التي أوكل إليها شعب الجنوب أمره، والمتمثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي حفظه الله، نسعى جاهدين نحو حلول حقيقية وبطرق عقلانية وقانونية وإنسانية، بما يحفظ مصالح شعبنا وشعوب المنطقة قاطبة. ومع ذلك، نؤكد أن ما يمكن التوصل إليه اليوم عبر الطرق الودية قد لا يكون متاحًا غدًا.
ختامًا، أقول إن الأحلام لا تشبه الكوابيس، وإن نور الشمس الساطع لا يمكن حجبه بغربال مثقوب، وإن من يجهل لغة نضال الشعوب، يعجز عن استيعاب مفردات حقائق التاريخ وقوانين الكون الراسخة. فمهما دبّر الكائدون، وحاك المتآمرون، وعاث الفاسدون، وطغى الظالمون، فإن كل ذلك، وقبح أفعالهم، سيتبخر كما يتبخر السراب في الصحراء القاحلة. ولن يبقى سوى الحق وأهله شهودًا على ثبات إرادة الحياة، وسيزهق الباطل الطاغي على حياتنا، وستنتصر إرادة الشعب وحقه الأصيل في الحرية والسيادة على أرضه، وبناء الدولة الجنوبية المنشودة. فالحق هو اسم الخالق الذي لا يأتيه الباطل من أي جهة كانت، شرقية أم غربية، ولكن البعض لا يفقهون.

فيديو