حرب الحوثي بالوكالة.. ومآلاتها الكارثية على مقدرات الشعب:

السياسة - منذ 1 شهر

عدن، تقرير خاص | عين الجنوب

دفعت اليمن خلال الأيام الماضية ثمناً باهظاً لسياسات ميليشيا الحوثي التي تمضي في حربها بالوكالة عن إيران، متحدّية المجتمع الدولي، ومعرّضة مقدرات البلاد لغارات مدمّرة، كانت نتائجها كارثية اقتصاديًا وإنسانيًا.

ففي مشهد يعكس الاستهتار الكامل بحياة المواطنيين ومؤسساتهم، أقدمت ميليشيا الحوثي الإرهابية على تنفيذ هجوم صاروخي استهدف مطار بن غوريون الإسرائيلي، بزعم "نصرة غزة"، ليفتح ذلك الهجوم جبهة جديدة كلفت اليمن مليارات من مقدراته، دون أي حساب لما سيترتب عليه من ردود فعل.

ضربات مرتدة قاصمة

عقب أقل من 24 ساعة على الهجوم الحوثي، شنّت إسرائيل غارات جوية مكثّفة استهدفت مواقع حيوية في مناطق سيطرة الحوثيين، كان أبرزها ميناء رأس عيسى النفطي، ومصنع إسمنت باجل في الحديدة، اللذان أُخرجا تمامًا عن الخدمة.

وتوسّعت دائرة القصف لاحقًا لتشمل مطار صنعاء الدولي، ومصنع إسمنت عمران، إلى جانب ثلاث محطات كهرباء تحويلية وتوليدية، ما تسبب بخسائر غير مسبوقة في البنية التحتية المتهالكة أصلًا، وفاقم من معاناة السكان الذين يعتمدون على هذه المنشآت كمصادر حيوية في معيشتهم.


 صفقة نجاة تحت رعاية عمانية

مع تصاعد وتيرة الغارات، سارعت الميليشيات الحوثية إلى إرسال رسائل استسلام غير معلنة إلى الجانب الأمريكي، وفق ما أعلنه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، تتضمن تعهداً بوقف استهداف السفن في البحر الأحمر مقابل وقف الغارات الأمريكية.

وسرعان ما أعلنت سلطنة عُمان عن رعايتها اتفاق تهدئة بين الحوثيين وواشنطن، جرى بموجبه تخفيض التصعيد المتبادل، ما اعتبره الحوثيون "انتصارًا استراتيجيًا"، رغم أنه جاء عقب تدمير أهم منشآتهم الحيوية ومقتل العديد من قياداتهم العسكرية.

المفارقة أن الجماعة سارعت إلى تبرير الاتفاق بأنه "ضرورة مرحلية"، رغم أنه يتعارض مع شعاراتها العدائية تجاه أمريكا و"محور المقاومة"، بل برّر زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي التراجع بقوله إن أمريكا "هي من بدأت"، وكأنّ استهداف حاملات الطائرات الأمريكية كان دفاعًا مشروعًا انتهى بتوسّل التهدئة.

احتفالات حوثية فوق ركام الشعب

رغم الخسائر الفادحة، احتفت قيادات الحوثي بما وصفوه بـ"انتصار سياسي" تحقق عبر الاتفاق مع واشنطن، وروّجت عبر إعلامها لقدرتها على "إيقاف أمريكا وإسرائيل"، في محاولة لتلميع صورة انبطاحهم في صفقة وُصفت بأنها "فرار من الضربات".

واستغل الحوثيون التهدئة لإعادة تصدير خطاب "الانتصار الإلهي"، في وقت كانت فيه البنية التحتية تنهار، والاقتصاد يتراجع تحت ضربات كانت الجماعة هي السبب الأول في جلبها للبلاد.

دمار بالمليارات... وشعب يدفع الثمن

الضحايا الحقيقيون لهذه الحرب بالوكالة هم اليمنيون.
فبحسب تقديرات اقتصادية، تجاوزت الخسائر الناجمة عن الغارات الإسرائيلية وحدها مليار ريال يمني، في حين قُدرت خسائر مطار صنعاء الدولي بنحو 500 مليون دولار، بينها تدمير ثلاث طائرات مدنية تتبع الخطوط الجوية اليمنية.

كما تسببت الغارات بتوقف مصانع الإسمنت الحيوية في باجل وعمران، ما حرم آلاف الأسر من مصدر دخلها، وتوقفت معه الخدمات الاجتماعية والصحية التي كانت تقدمها هذه المنشآت للمجتمعات المحلية.

دمار اليمن.. ثمن ولاء خارجي

تكشف مجريات هذا التصعيد أن الحوثي لا يتصرف وفق مصالح الشعب اليمني، بل يخوض معاركه ضمن أجندة إيرانية واضحة، ويغامر بمقدرات البلاد في حروب عبثية لا علاقة لها بقضايا اليمنيين.

يظهر الحوثي مرة أخرى كقوة وكيلة لطهران، تمعن في زج البلاد في صراعات إقليمية لا ناقة له فيها ولا جمل، فيما يواجه المواطن اليمني الموت، والحرمان، والجوع، في ظل ادعاءات كاذبة بانتصارات زائفة لا تساوي أمامها مليارات الخسائر، ولا أنهار الدماء.

فيديو