الدبلوماسية الجنوبية على طاولة الكبار

الجنوب - منذ 1 شهر

عدن | عين الجنوب | خاص .

تشهد الدبلوماسية الجنوبية حراكاً متسارعاً تقوده قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، في مقدمتها الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، الذي بات حضوره في المشهدين الإقليمي والدولي أكثر وضوحاً من أي وقت مضى، عبر سلسلة لقاءات رفيعة شملت سفراء الدول الكبرى، واجتماعه اللافت مؤخراً مع أمين عام مجلس التعاون الخليجي.

هذه التحركات لم تعد مجرد جولات بروتوكولية، بل تُقرأ كمؤشر واضح على انتقال المجلس الانتقالي من مرحلة الدفاع السياسي إلى الهجوم الدبلوماسي المنظم، في محاولة مدروسة لتدويل قضية الجنوب، وإعادة طرحها بهدوء على طاولات القرار الإقليمي والدولي.

ويأتي هذا التحرك الجنوبي في لحظة سياسية حرجة، تتسم بانسداد في الأفق السياسي وتآكل الثقة الشعبية بمؤسسات الشرعية، إلى جانب تراجع ملحوظ في حضور الحكومة المعترف بها دولياً في الجنوب، الأمر الذي يمنح مبادرات المجلس زخماً سياسياً ودبلوماسياً إضافياً.

في هذا السياق، لم يعد الرئيس الزُبيدي يتحرك كقائد ميداني فحسب، بل كرجل دولة يُروّج لمشروعه السياسي في العواصم المؤثرة، وليس فقط من داخل عدن، في تأكيد واضح على أن المجلس الانتقالي الجنوبي بات رقماً صعباً في أي تسوية قادمة.

ويقرأ مراقبون هذه اللقاءات بوصفها خطوات استراتيجية تمهد لإعادة فتح ملف فك الارتباط، ضمن ترتيبات ما بعد الحرب، في ظل غياب الرؤية الموحدة لدى بعض الأطراف اليمنية التي تعاني من فوضى داخلية وتضارب مصالح بين مكوناتها السياسية.

كما يُبرز هذا التحرك تصعيداً محسوباً في الأداء الدبلوماسي الجنوبي، مستنداً إلى شرعية سياسية نابعة من إعلان عدن التاريخي واتفاق الرياض، ومدعوماً بتفويض شعبي واسع، وحضور سياسي فعّال في مختلف المحافل الإقليمية والدولية.

وبحسب محللين، فإن المجلس الانتقالي الجنوبي يسير بخطى واثقة نحو تثبيت حضوره كطرف فاعل في مستقبل التسوية السياسية، فيما تتراجع الأطراف المناوئة له تحت وطأة الانقسامات والضعف الداخلي.

وفي المحصلة يبدو أن الرئيس الزُبيدي يراهن على دبلوماسية هادئة وفعالة تستثمر لحظة ضعف الخصوم وتراجع تأثيرهم، لإعادة تقديم قضية الجنوب كملف سياسي ناضج، قابل للنقاش والتفاوض، وعلى طاولة الكبار.

فيديو