حضرموت : عندما تتكلم الأرض بلسان القبائل.

تقارير - منذ 1 يوم

حضرموت ،عين الجنوب | خاص

في هضبة حضرموت، حيث تصعد الشمس على جبين الكرامة، وتغفو الهضاب على صوت العزّة، تجمعت القبائل لا دعوةً لطمعٍ ولا استعراضاً لعضلات، بل احتشاداً لصدّ الخطر، ورفضاً لمشاريع الموت التي تُراد لأرضٍ ما عرفت يوماً الخنوع.

توافدت القبائل الحضرمية إلى جول السحيمة، كأن الأرض قد نادتهم بنداء الشرف، وكأن الرمال قد ارتجفت تحت أقدامهم شوقاً للثأر من كل يد تمتد لتخدش كرامتهم.
 لم يحملوا معهم إلا وجداناً مفعماً بالغيرة، وضمائر حية تنبض بالمسؤولية، وعقولاً  تعي أن المعسكرات المشبوهة ليست سوى حصان طروادة لمشاريع الفوضى والاحتلال المقنّع.

من جول السحيمة علا الصوت الحضرمي جهوراً كالرعد: "كفى عبثاً!"، "كفى وصايةً!"، "كفى مؤامرات تُحاك في ليلٍ أسود لا يعترف بسيادة ولا يقدّر رجولة الرجال!"…
 إن حضرموت ليست صحراء للتجارب، وليست مرتعاً للمليشيات، ولا مطيّة لأحزابٍ ملوّثة بالارتزاق.

القبائل لم تأتِ طلباً للضوء، بل جاءت لتكون هي النور. لم تزحف إلى الهضبة لتناجي السلطة، بل جاءت لتقول لها: إذا خذلتِ الأرض، فالأرض ستتكلم. وإذا ما تواطأت بعض القوى مع مشروعٍ دخيلٍ مغشوش، فإن النخوة الحضرميّة وحدها كفيلة بكنس الغزاة الجدد.

فيا من تحلمون بتمرير المعسكرات الخفية خلف عباءة القانون، خذوا رسالتكم واضحة: حضرموت ليست للبيع، والأرض لن تُغتصب مرتين!
هذه القبائل هي الدستور الحقيقي لهذه الأرض، وهي الشرعية التي لا تُمنح من مكاتب ولا توقيعات، بل تُولد من صلب الجبال، ومن صدى البنادق التي لم تصدأ يوماً.

فلتتراجعوا قبل أن تجرّوا البلاد إلى هاوية لن تنجو منها رؤوسكم. فالتاريخ لا يرحم، والقبائل التي اجتمعت اليوم في جول السحيمة، قادرة على أن تُحيل الأرض ناراً تحرق كل من سوّلت له نفسه أن يعبث بأمن حضرموت واستقرارها.

فيديو