باحث أمريكي يدعو وزارة خارجية بلاده الى سرعة نقل السفارة الأميركية من الرياض الى العاصمة عدن

تقارير - منذ 3 ساعات

عين الجنوب | درع الجنوب

دعا الباحث في مركز منتدى الشرق الأوسط الأمريكي مايكل روبن وزارة خارجية بلاده إلى نقل مقر السفارة الامريكية الخاصة ببلادنا إلى العاصمة عدن.

وقال روبن في مقال نشره موقع المركز: عندما يحتاج المواطنون الأمريكيون في أوكرانيا إلى زيارة السفارة الأمريكية، لا يواجهون أي عقبات؛ فالسفارة الأمريكية في كييف مفتوحة وتقدّم مجموعة كاملة من الخدمات. كذلك، تواصل السفارة الأمريكية في موسكو عملها، رغم أنها تعمل بطاقم محدود بسبب القيود التي فرضها الكرملين.. ومع ذلك، فإن اليمن – الذي يُعد مركز المواجهة مع وكلاء إيران والقوى المعادية للحرية – تغيب فيه الحضور الدبلوماسي الأمريكي. وهذا أمر لا مبرر له.

وأضاف: لقد حرر الحراك الجنوبي مدينة عدن من سيطرة الحوثيين قبل عقد من الزمن. ومنذ ذلك الحين، ظلت عدن مستقرة، رغم المحاولات المستمرة لزعزعة استقرارها من قبل جماعة الإخوان المسلمين، وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وحتى بعض المكونات الشمالية في الحكومة المعترف بها دولياً.

أما السفارة الأمريكية الخاصة باليمن.. فتعمل من العاصمة السعودية الرياض، التي تبعد قرابة 850 ميلاً عن عدن.

وأكد روبن الذي زار العاصمة عدن مؤخرا أن عدن اليوم مدينة تنهض من جديد. رغم أن آثار الحرب لا تزال مرئية، إلا أن مظاهر التعافي كذلك واضحة: الرجال والنساء يتجولون على كورنيش المدينة المطل على موانئها الطبيعية. الأطفال يلعبون في الحدائق ويتزاحمون على عربات الآيس كريم والثلج المجروش. الشباب يمارسون كرة القدم في ملاعب المدينة المسيّجة. العائلات الشابة تتدفق إلى المول الحديث المكيّف (عدن مول). أما في "كريتر" – أقدم أحياء المدينة – فإن الحركة التجارية والحياة الليلية تستمر حتى ساعات الفجر.

واردف بالقول: في المقابل، تستمر السفارة الأمريكية الخاصة باليمن في العمل من الرياض، التي تبعد 850 ميلاً عن عدن. من الناحية الجغرافية، يُشبه ذلك إدارة سفارة الولايات المتحدة لدى المملكة المتحدة من زغرب في كرواتيا. وبالنظر إلى أن السعودية باتت تميل أكثر لمهادنة الحوثيين بدلاً من مواجهتهم، فإن الأمر يشبه إدارة السفارة الأمريكية في أوكرانيا من بيلاروسيا، أو حتى من روسيا.

وقال روبن في مقاله: لقد سبق لوزارة الخارجية الأمريكية أن قامت بنقل مقرات سفارات أو بعثات دبلوماسية خارج البلدان المخصصة لها؛ ونادراً ما نجحت تلك الخطوات. في عام 1991، أغلقت الوزارة سفارتها في مقديشو، لكنها لم تقطع علاقاتها مع الصومال، بل تعاملت مع الملف الصومالي من نيروبي، كينيا – وهو أمر مستحيل إذا كان الهدف فهم المشهد السياسي الصومالي. ويمكن تتبُّع جزء كبير من فشل السياسة الأمريكية وفهمها للصومال إلى تلك الفترة.. واليوم، لا تزال السفارة الأمريكية في ليبيا مغلقة، وتُدار العلاقات الليبية من "مكتب ليبيا الخارجي" في تونس. والنتيجة أن الدبلوماسيين الأمريكيين غير قادرين على فهم تفاصيل السياسة الليبية في طرابلس، ولا يمكنهم التواصل بشكل فعال مع مجلس النواب الليبي في طبرق.

عندما يعود الأمن، غالباً ما تتأخر وزارة الخارجية في إعادة فتح السفارات في البلدان التي تمثل فيها الولايات المتحدة، وذلك لثلاثة أسباب:

الجمود البيروقراطي: وزارة الخارجية جهاز ضخم، وأي تغيير جوهري قد يستغرق أسابيع أو شهوراً، لذلك فإن الخيار الأسهل هو عدم القيام بشيء.


تحفظ ضباط الأمن الإقليمي: غالباً ما يفتقد هؤلاء المسؤولون عن أمن السفارات للرؤية الشاملة. مهمتهم هي حماية الدبلوماسيين، وأسهل طريقة لذلك هي إبعادهم عن الدول الخطرة أو إبقاؤهم داخل المجمعات الدبلوماسية. بات هؤلاء الضباط أقرب إلى "سجّانين" للدبلوماسيين بدلاً من أن يكونوا عوامل تمكين للدبلوماسية.

جودة الحياة: الدبلوماسيون المكلّفون بالصومال يفضلون الحياة في نيروبي وما تقدّمه من مطاعم وثقافة، على العيش في مقطورات بمطار مقديشو حيث تقع السفارة. وبالمثل، العيش في تونس الآمنة أكثر إغراءً من طرابلس.

وقال روبن في مقاله الذي نشر اليوم الجمعة ان على وزير الخارجية ماركو روبيو ألا يقبل أيّاً من هذه المبررات في حالة اليمن.

وأضاف:هناك خياران جيدان لعودة الدبلوماسيين الأمريكيين إلى اليمن بشكل دائم وفعّال:

الأول: نقل السفارة إلى داخل مطار عدن الدولي. وهذا إجراء سهل ويمكن تنفيذه فوراً لأن المطار هو بالفعل منشأة آمنة. وهناك سابقة لذلك؛ فوزارة الخارجية الأمريكية تضع حالياً سفارتها داخل حدود مطار مقديشو.

الثاني: منطقة المنصورة. أسّس البريطانيون المنصورة عام 1962 على سهل خارج عدن لتخفيف أزمة السكن في المدينة القديمة الجبلية. وخلال العقد الماضي، ازدهرت المنصورة مع تدفّق الجنوبيين من خارج عدن للمشاركة في تحريرها من الحوثيين. كثير منهم بقوا هناك وأسّسوا أعمالاً تجارية وسكنوا في منازل أو شقق بناها مطوّرون محليون. وتملك المنطقة ما يكفي من الأراضي لبناء سفارة تستوفي متطلبات تقرير "إنمان" لعام 1985، الذي حدد معايير الأمان المطلوبة لحماية السفارات الأمريكية.

روبيو قام باقتحام البيروقراطية المتصلّبة لوزارة الخارجية بفأس، بحجّة أن العصر الجديد يتطلب دبلوماسية أكثر مرونة. وقد يكون هذا صحيحاً، لكن حتى أكثر الأنظمة كفاءة ستفشل إن لم تضع دبلوماسييها حيث الحاجة القصوى.

لا يمكن للولايات المتحدة أن تمارس النفوذ أو تواجه منافسيها الكبار إن لم تكن حاضرة. وفي حالة اليمن، فإن تحميل البيروقراطية المسؤولية هو أمر غير منصف، فالمسؤولية تقع على عاتق روبيو؛ والقرار قراره وحده.

فيديو