قمع المجتمع بعصا "الأخلاق" يعصف بسلطة العمائم في إيران.. هل يستوعب الحوثي الدرس

تقارير - منذ 2 سنة

عين الجنوب تقارير لليوم الثاني لا تزال قضية ممارسات الكيان الحوثي المسمى بـ"نادي الخريجين" تشغل نقاش اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تزايد إدلاء الشهادات التي يرويها الخريجون حول ما تعرضوا له على يد النادي. شهادات بعضها اُعتبر صادماً وخاصة ما جاء على لسان الخريجات من الجرأة التي وصلت بقيادة النادي وتدخلها في التفاصيل الدقيقة باللباس والمظهر العام للخريجة وتحديد ما هو "لائق ومحتشم" وما هو غير ذلك، ووصل الأمر إلى الصور الشخصية للطالبات في مجلات التخرج ومنع بعضها بذريعة وجود "مكياج" على وجه الفتاة. ووفق شهادة الطلاب، لا تكتفي قيادة النادي بكل ذلك، حيث يستمر تدخلها الفج منذ بداية حفل التخرج وحتى انتهائه مع تهديدها بوقف الحفل في أية لحظة في حالة مخالفة شروطها، وهو ما أظهره مقطع فيديو نشره الطلاب لقيام أحد المسئولين من النادي بقطع التيار الكهربائي في إحدى حفلات التخرج بسبب بث أغنية. >> عطور حفلات التخرج تثير هيجان مليشيا التخلف وتفضح سرقاتهم لمصاريف طلاب الجامعات أما أغرب وأصدم شهادة ما كشفت عنه بعض الطالبات بقيام المسئولين بالنادي المتواجدين بالحفل بحجز الخريجات وتفحص لباسهن للتأكد من تطابقه لمواصفاتهم قبل أن يسمح لهن بالمشاركة أو المنع، كما حصل ما إحداهن. شهادات أثارت الغضب بشكل واسع بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي وبخاصة في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي، والذي ضاعفه منشورات لعناصر حوثية أيدت ما يقوم به النادي وقالت بأن ذلك يهدف لمنع "الفساد الأخلاقي" المنتشر في حفلات التخرج قبل تأسيس النادي، كما زعمت. مزاعم حوثية ضاعفت من غضب اليمنيين الذين اعتبروها طعناً في أخلاق المجتمع اليمني المحافظ بأكاذيب لا وجود لها، في حين سخر ناشطون من هذه المزاعم بالتنبيه بأن حفلات التخرج تقام في الأساس بحضور أهل الخريجين وأصدقائهم ولا يمكن أن يحدث فيها أي تجاوز لأخلاق وقيم المجتمع الذي يمثله أهالي الخريجين، ولا يعقل أن تدعي جماعة أو كيان حرصها على الأخلاق والقيم أكثر من المجتمع. ويرى متابعون بأن قضية ما يسمى بـ"نادي الخريجين" ليست إلا انعكاساً لمحاولات جماعة الحوثي تطبيق تجربة نظام ولاية الفقيه والقمع الذي يمارسه بحق المجتمع في إيران منذ استيلاء آية الله الخميني على الحكم عقب سقوط نظام الشاة عام 79م، وتعد ما تسمى بـ"شرطة الأخلاق" إحدى أدوات القمع الموجه ضد النساء. >> (نادي الخريجين) آخر هيئة حوثية لممارسة الجبايات وفرض الأفكار المذهبية وفي الـ13 من الشهر الحالي أقدمت هذه الشرطة على اعتقال الفتاة الكردية مهسا أميني في أحد شوارع العاصمة الإيرانية طهران بدعوى انتهاك قواعد الحجاب، ونقلت بعد ذلك وهي بحالة غيبوبة إلى أحد المشافي لتتوفى بعد ثلاثة أيام، وتؤكد أسرتها تعرضها للتعذيب. لتفجر جنازة الشابة موجة احتجاجات عارمة اجتاحت مدن إيران، أحرقت خلالها صور للخميني مؤسس نظام ولاية الفقيه، وهتف المتظاهرون بالموت للخامنئي وسقوط النظام، ولا تزال حركة الاحتجاجات مستمرة حتى اليوم رغم شدة القمع من قبل الأمن، حيث قتل نحو 76 متظاهراً في حين اعتقل المئات. وتشهد إيران خلال السنوات الماضية موجات احتجاجية ضد الأوضاع السيئة التي تعشيها البلاد جراء العقوبات المفروضة عليها من قبل أمريكا والغرب نتيجة لسياسيات النظام العدائية، في حين يلجأ النظام إلى تشديد قبضته على الداخل وقمع المجتمع لضمان بقائه في وجه هذه الاحتجاجات في مشهد يكاد يتطابق مع ما تعانيه اليمن من ذراعها المتمثلة بجماعة الحوثي.

[عين الجنوب]

فيديو