مجزرة 23 يوليو 2009، شاهد على احدى جرائم الاحتلال اليمني

الجنوب - منذ 7 ساعات

عين الجنوب | تقرير - خاص

شعب الجنوب بنضاله وصموده، سار في طريق التحرير، يحمل في صدره هدف استعادة دولته، وفي يديه علم دولة الجنوب التي لم تغادر ذاكرته منذ اللحظة الأولى للغزو العسكري اليمني عام 1994. الحراك الجنوبي كان خلاصة وعي شعبي تراكم عبر جراح، وبصيرة صقلها القهر، وإرادة لا تُهزم رغم الرصاص والقمع والتشريد.

في زنجبار، في صباح 23 يوليو 2009، ابناء الجنوب اجتمعوا على هدف واحد، أن يعيشوا في وطن حر، بلا قهر، بلا تهميش، بلا احتلال يمني حاول تذويب هوية شعب الجنوب وطمس دولته. هناك، رفع الناس أصواتهم، رافعين رايات لا تطلب إلا الحق. وبينما كانت الكلمات تنبعث حاملة رسائل وطن وشعب، كانت رصاصات الاحتلال اليمني التابعة لصالح تتحين لحظة الغدر. لم تمر دقائق حتى تحوّلت الساحة إلى دماء.

رصاصات الاحتلال اليمني، اطلقت لاسكات صوت الجنوب، في محاولة لكسر روح شعب الجنوب المقاومة والرافضة للاحتلال اليمني. كانت دماء محمد سالم علوي "سمن"، الرمز، تملىء الرصيف حين قنصوه أمام أعين الناس. ظناً ان اغتيال رموز الحراك الجنوبي ستطفىء شرارة ثورة شعب الجنوب، لكن الاحتلال اليمني لم يدرك، أن الشعوب الحرة لا تُهزم. سقط يومها 18 شهيدًا وجرح أكثر من خمسين، ومنهم من نزف حتى الموت لاحقًا، لتصبح ذكرى المجزة، شاهدة على اجرام الاحتلال بحق شعب الجنوب. لم تكن مجزرة زنجبار حادثًا منفردًا، بل امتدادًا لسلسلة طويلة من المجازر التي مارسها الاحتلال اليمني باسم الوحدة المقيته، وبشعارها سُلبت دولة، واستبيح الإنسان، ونهبت المؤسسات الجنوبية التي كانت مستقلة وفاعلة.

اليوم، بعد ستة عشر عامًا، لا تزال دماء الشهداء دليلاً على أن الحراك الجنوبي كان تعبيرًا عن هوية شعبية كاملة، ترفض الظلم، وتقاوم الاحتلال اليمني، وتستعيد حقها في استعادة الدولة الجنوبية. الحراك الجنوبي ارادة شعبية اتت رداً تاريخيًا على احتلال متخفي في غلاف الوحدة. الجنوب لم يُهزم في معاركه، بل خُذل في الاتفاقات، وطُعن في النوايا، وحُوصِر إعلاميًا وسياسيًا واقتصاديًا كي يرضخ، لكنه لم يفعل ولن يفعل.

من مجزرة زنجبار إلى كل قرية ومدينة وبيت جنوبي رفع فيها شعب الجنوب صوته، سارت الإرادة الجنوبية كسيل هادر لا يتوقف. ورغم كل المحاولات لإخماد جذوة الذاكرة، فإن كل قطرة دم سالت من أجل حرية شعب الجنوب، تروي اليوم جذور الوعي الجديد، المطالب بحقٍ مشروع في السيادة والكرامة واستعادة وبناء دولته الجنوبية المستقلة من المهرة الى باب المندب. 

ولذلك، فإن السؤال الحقيقي لم يعد: لماذا نتمسك بحقنا؟ بل: كيف لا نتمسك به بعد كل هذا؟ كيف ننسى من سقطوا راوين تراب الوطن بدمائهم الطاهرة؟ جنوبنا لا ينسى، وشعبنا لا يُهزم، والذاكرة التي تحرسها الأمهات، والخالدون في قلوب شعبنا من الشهداء والجرحى، وحماة الأرض المرابطون على حدود الوطن باقون، خالدون لا يغيبون.

فيديو