أنور الرشيد

المآسي الإنسانية ليست في غزة وحدها، وإنما أيضًا في الجنوب العربي

مقالات - منذ 7 ساعات

المآسي التي تجول في منطقتنا وترفض مغادرتها منذ عقود طويلة بل من قرون لا تقتصر على غزة فقط، وإنما موجودة في المنطقة الممتدة من كابول شرقًا حتى نواكشوط غربًا، ويعزو البعض تكرار تلك المآسي إلى مؤامرات العالم على شعوب منطقتنا، وآخرون دائما وأبدا يعزون ذلك لبعد شعوب المنطقة عن دين الله، وآخرون يعزونه إلى الجهل والتخلف.

في الحقيقة لو أراد المرء أن يعدد المآسي التي مرت ولا تزال تمر بها المنطقة لاحتاج إلى مجلدات، ولكن العجيب أن شعوبها لا تتعلم من تجاربها، وهناك مآسٍ منسية ومتروكة للقدر منها على سبيل المثال وليس الحصر بطبيعة الحال مأساة الشعب الجنوبي الذي كان له دولةٌ وعَلمٌ ومقعدٌ في الأمم المتحدة، وعملةٌ من أقوى العملات في العالم حيث كانت قيمة الدينار الجنوبي مقابل الدولار الأمريكي 3,3 أي أن الدينار كان يساوي أكثر من 3 دولارات، ولكن تم خسفه وقصفه ليتحول للريال الذي يساوي اليوم في صنعاء 530 مقابل الدولار الواحد بينما في عدن 2150 في كارثة ومأساة لا يمكن أن تجدها غير في فنزويلا التي أصبحت عملتها لا تساوي الورق المطبوع بها.

كل الشعوب التي انتفضت على أوضاعها المتردية مطالبة بتصحيح مسار أو تعديل نظام جميعها حلَّت عليها لعنة التغيير، وهذا الأمر بالنسبة لي ليس أمرًا حدث هكذا أو كنتيجة طبيعية فهناك من يتحكم بمجريات الأحداث ويصنعها باحترافية لأن المطلوب هو أن تكون شعوب تلك المنطقة بفقر مدقع وجهل سابر في أغوار ماضيه يتحكم بها وتوهان حضاري لا معنى له غير الاستمرار بدوامة الفوضى والجهل والتخلف.

لا أتجنى على الحقيقة والواقع أذا تحدثت عن مأساة الشعب الجنوبي الذي سلَّم رقبته لمن لا يرحمه بنوايا صادقة بوحدة تحولت لكابوس وجاثوم على صدور شعبه الذي انتفض لكرامته والمطالبة بعودة دولته ولكن واضح بأن من بيدهم الأمر لا بالداخل الجنوبي المتمثل فيما تسمى بالشرعية، ولا بالقوى السياسية الجنوبية، ولا من خارجه يرغبون بذلك وعليه لا بد من إشراك الجميع بحفل تحطيم الشعب الجنوبي وإذلاله ووأد كرامته وكبريائه تحت شعار الوحدة أو الموت.

فهل من منقذ للشعب الجنوبي يا سعادة اللواء؟!!!

فيديو