الجنوب والتحالف العربي: تقارب الاهتمامات ووحدة الأهداف.

الجنوب - منذ 4 ساعات

عين الجنوب|| خاص 

إن طبيعة العلاقة بين دولة الجنوب والتحالف العربي هي علاقة أخوة تربطها روابط اللغة والمعتقد والدين والدم العربي. في الوقت الذي تتعاظم فيه هذه العلاقة يومًا بعد يوم، نرى أن إعلاميي الحوثي وكتّابه يصفونها بـ"الاحتلال"، وخصوصًا من قبل دولة الإمارات، وهم بذلك يريدون فض هذه الشراكة ليعامل الجنوبيون كمتمردين، كما يفعل الحوثي الذي لبس ثوبًا غير ثوبه وعقيدة غير عقيدته.
لقد غيّر الحوثي كل شيء: مناهجه، وإعلامه، وهويته، ليتوافق مع المشروع الصفوي الإيراني الذي يقوم على التوسع تحت شعارات بعيدة عن الواقع، يستهدف بها تسيير القطيع وراء سياسات مجهولة تصب كلها في صالح المشروع الفارسي الذي لا علاقة له بعقيدة ولا بدين.
أما الشراكة والتحالفات مع التحالف العربي، وتحديدًا مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، فهي نابعة من عقيدة مشتركة ودين واحد وقومية عربية. هذا التحالف وقف بقوة مع دولة الجنوب التي كانت وما زالت عرضة لمؤامرات إخوانية حوثية للقضاء عليها وجعل الجنوب ساحة مفتوحة لأطماعهم الخبيثة، مع تغيير هوية شعب يدين بعقيدة صافية وعروبة ودم عربي واحد. فكيف يمكن مقارنة الثرى بالثريا؟
ناهيك عن الدعم الذي قدمه التحالف العربي، وتحديدًا دولة الإمارات، التي تسعى للأخذ بيد الجنوبيين لاستعادة دولتهم رغم تصلّب المجتمع الدولي الذي يرى في دولة الجنوب شرعية واستحقاقًا، لكنه يؤجل هذا الملف لانشغاله بأعمال أخرى، والمسألة مسألة وقت.
وفي الوقت ذاته، لا ننسى ما قدمته دولة الإمارات للجنوب العربي، سواء بمواقفها السياسية ومواقف الشعب الإماراتي بكل أطيافه ومثقفيه وكتّابه تجاه قضية الجنوب وشعب الجنوب على المستوى العربي والإقليمي والدولي، أو الدعم المادي من سلاح وعتاد وآليات عسكرية حديثة مكنت الجنوبيين من القدرة على الدفاع عن دولتهم ومشروعهم في استعادة دولتهم التي أصبحت قاب قوسين من النصر، والمسألة مسألة وقت ليس إلا.
كما لا ننسى دعم دولة الإمارات الشقيقة في تأهيل قادة عسكريين جنوبيين ببعثات منظمة لتأهيلهم في الكليات العسكرية الإماراتية، ليعودوا وقد تزودوا بخبرات عسكرية مكتسبة، ليعودوا كصمام أمان لدولة الجنوب، وهي كثيرة لا يمكن تجاهلها.
إضافة إلى إعادة ترميم عدد من المنشآت التي دمرتها الحرب في الجنوب، واستحداث منشآت جديدة بالغة التكلفة، خاصة في قطاع التعليم الذي شهد تدهورًا بسبب الحرب. فقد عملت الإمارات على النهوض بهذا القطاع الهام الذي يستند عليه نهضة البلد وتطورها في كل المجالات، حيث بنت مدارس نموذجية وحديثة زودتها بكل التجهيزات، ليلتحق بها طلاب متميزون من أصحاب التقديرات العالية، تمكنهم من الالتحاق ببعثات خارجية ودراسة تخصصات جامعية مهمة.
هذه المباني الراقية التي أنشأتها دولة الإمارات في أغلب المحافظات الجنوبية، والتي صارت مكسبًا عظيمًا للجنوب بتصميمها الرائع، حتى صارت تحفة نفاخر بها وننافس دولًا متقدمة.
أما جزيرة سقطرى التي يزايد عليها الأفاكون من الحوثي والإخوان ويصفونها بـ"المحتلة" غيرة وحسدًا، فقد صارت هي الأخرى تحفة رائعة، بمنشآتها وطرقاتها ومدارسها ومنتزهاتها السياحية، حتى صارت قبلة لكل الزوار والسائحين من كل أنحاء العالم بعد أن كانت تعاني التهميش والحرمان في آن واحد.
إن العيون ترنو بغيرة وحسد من طبيعة الدعم الخليجي السخي للجنوب في وقت يعاني فيه الشمال المختطف من الظلم الحوثي والطائفية المقيتة والاستبداد السياسي والديني الطائفي السلالي وقطع مرتبات الموظفين واستيراد مناهج وعقائد دخيلة لا تمت لواقع أمتنا العربية والإسلامية بصلة، مع انهيار تام في الخدمات والبنية التحتية.
لذلك، توجهت عيونهم على الجنوب المحرر والإنجازات المتحققة لشعب الجنوب من بنية تحتية، ورواتب، وتنمية، واستثمار، وموارد، ودولة تنبعث من بين الركام، بفضل الله، ثم بجهود أبناء الجنوب المخلصين ودعم التحالف العربي. فهذا ما أقلق مضاجع الأعداء وأرق كيانهم، فانشغلوا بدولة الجنوب وتركوا الانشغال بأنفسهم.
فليخسأ المتربصون بدولة الجنوب وإنجازاتها، ومن نصر إلى نصر، فغدًا نسمع نباحهم وعويلهم بإعلان قيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والاعتراف بها دوليًا لتمثل شعب الجنوب في كل المحافل العربية والدولية وعاصمتها عدن، وإن غدًا لناظره قريب.

فيديو