البعثات الدراسية الجنوبية: خطوات نحو نهضة علمية شاملة

تقارير - منذ ساعتان

عين الجنوب ||خاص:

لا شيء أسمى من العلم، فهو الوسيلة السامية والعظيمة التي تسهم في نهضة الشعوب وتطورها. فما وصل إليه العالم من تقدم وتقنيات حديثة ما هو إلا بفضل العلم، حيث تسخِّر الدول المتقدمة ميزانيات ضخمة للبحث العلمي والارتقاء بالجامعات، لأنه سبيلها الوحيد للنهوض.

وتأتي البعثات الخارجية للطلاب الجنوبيين المبتعثين للخارج في كافة التخصصات العسكرية والمدنية، لطلاب الثانوية العامة المتفوقين، للالتحاق بالجامعات العربية. وكان آخرها ابتعاث مئة طالب وطالبة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة. هذه خطوة إيجابية نحو رفع المستوى المعرفي للدارسين الجنوبيين، حيث سيلتحقون بجامعات عريقة وصروح علمية متطورة، ليتلقوا فيها علومًا مختلفة في مجالات الطب والهندسة والعلوم الإنسانية والتربوية.

تُضاف إلى ذلك فرصة الاستفادة من المختبرات الحديثة ومراكز البحث العلمي، التي ستمكنهم من الحصول على خبرات معرفية وعلمية قيمة. سيعود هؤلاء الطلاب مزودين بالعلم ليُرفدوا سوق العمل في الجنوب بخبراتهم المكتسبة طوال فترة تحصيلهم العلمي، خاصة وأن الجنوب يُعَدّ ساحة مفتوحة للأنشطة التجارية التي تحتاج إلى كفاءات مؤهلة ومدربة. هذه الخبرات العلمية والإدارية ستؤدي إلى نهضة علمية وارتقاء إداري في الجنوب.

إن هذا الابتعاث الدراسي، أو "القوافل العلمية" كما يمكن تسميتها، التي نشهدها اليوم إلى دول شقيقة وصديقة، يُعتبر مفتاحًا من مفاتيح التطور في الجنوب، فلقد حُرم الجنوبيون من هذا التحصيل لسنوات طويلة، حيث كان يتم توزيع هذه البعثات على أبناء المسؤولين والمتنفذين. أما اليوم، فنرى كوكبة من شباب الجنوب يلتحقون بصروح علمية تراكمت بها الخبرات، ليستخلص منها طلابنا زبدة المعارف وينقلوها إلى جامعات الجنوب ومؤسساته الإدارية والخدمية والسياسية، للمساهمة في نهضة وارتقاء سيلمس الناس أثره بمجرد عودة هذه الكفاءات إلى سوق العمل.
إن هذا الابتعاث إلى أي دولة من دول العالم ممن سبقتنا في المجالات العلمية سيصبح رافدًا وزادًا علميًا يُضخ في الجسد الإداري والتجاري في الجنوب، ليتحول إلى ارتقاء في كافة المجالات، ويُحقق نهضة علمية تختصر سنوات من الجهد، لأن العلم هو المفتاح والركيزة لأي نهوض، ولا شيء سواه.

فيديو