الإخوان وغرف البث المغلقة.. تحذيرات من أخطر أدوات التضليل

تقارير - منذ 4 ساعات

عين الجنوب|| متابعات:
كشف الخبير في شؤون جماعات الإرهاب، إسلام الكتناتني، عن اعتماد جماعة الإخوان على ما وصفه بـ"غرف البث المغلقة" التي تدير حملات تضليل إعلامي ممنهج عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وأوضح في تصريحاته لموقع "برلماني" المصري، أن هذه الغرف تعمل على تشغيل مئات الحسابات الوهمية والآلية التي تبث رسائل موحدة تتضمن أخبارًا مفبركة، وصورًا قديمة، وتواريخ مزيفة بهدف إرباك الجمهور وإثارة حالة من السخط المصطنع. 

ووفقًا للخبير، فإن الجماعة باتت تعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا الرقمية لبناء سرديات كاذبة تحقق أهدافها السياسية وتخدم أجنداتها الخارجية.

هذه الغرف تعمل على تشغيل مئات الحسابات الوهمية والآلية التي تبث رسائل موحدة تتضمن أخبارًا مفبركة وصورًا قديمة وتواريخ مزيفة

وأشار الكتناتني، بحسب ما نقله "برلماني"، إلى أن هذه الحملات لا تنشأ بشكل عفوي، وإنما يتم تمويلها من خلال شبكات خارجية تعتمد على التبرعات المشبوهة ومنصات الاستضافة الأجنبية، ما يتيح للإخوان الإفلات من المساءلة القانونية داخل الدول المستهدفة.

 واعتبر أن الخطر الأكبر يكمن في قدرتها على تضخيم رسائل محددة بسرعة هائلة عبر إعادة النشر الآلي، بما يعطي انطباعًا بوجود رأي عام غاضب أو اتجاه جماهيري واسع، في حين أن الأمر لا يتعدى "جمهورًا وهميًا" تمت هندسته إلكترونيًا.

ويرى الخبير أن مواجهة هذه الظاهرة تتطلب استراتيجيات متكاملة تجمع بين أدوات الرصد التقنية من جهة، ورواية إعلامية فعالة من جهة أخرى، قادرة على كشف الزيف وتقديم المعلومات الدقيقة للرأي العام. 

الخطر الأكبر يكمن في قدرتها على تضخيم رسائل محددة بسرعة هائلة عبر إعادة النشر الآلي

وحذّر من الاكتفاء بالردود المتفرقة، معتبرًا أن الإخوان يطورون باستمرار أدواتهم الرقمية، ويستثمرون في التكنولوجيا بما يجعلهم دائمًا خطوة متقدمة على الجهات الرسمية إذا لم تتعامل مع الظاهرة بمنهجية صارمة ومدروسة.

كما شدد الكتناتني على أهمية وعي المواطن العادي بدوره في المواجهة، داعيًا إلى الحذر من الأخبار المثيرة التي تفتقر إلى مصادر موثوقة أو تُنشر عبر مواقع مشبوهة.

 واعتبر أن التبليغ عن المحتوى المشكوك فيه، والتوقف عن إعادة نشر المواد غير المؤكدة، يعدان جزءًا أساسيًا من حماية المجتمع من سطوة الدعاية الإخوانية. فالجماعة، على حد وصفه، تراهن على ضعف الوعي النقدي للجمهور من أجل ترسيخ سردياتها وتوسيع دائرة تأثيرها.

وبينما تحاول السلطات في المنطقة تعزيز قدراتها لمكافحة التضليل الرقمي، يبقى التحدي قائمًا في ظل الطابع العابر للحدود لهذه الحملات، واعتمادها على أدوات متقدمة تجعل من الصعب تعقب مصادرها. 

ومع ذلك، فإن ما كشفه الكتناتني عبر برلماني يسلط الضوء على الوجه الآخر لنشاط الإخوان، الذين لم يعودوا يعتمدون فقط على التنظيمات التقليدية والخطاب الدعوي، بل باتوا يستخدمون تقنيات الإعلام الرقمي كسلاح رئيسي في معركة النفوذ والشرعية.

فيديو