تحليل: ثم ماذا بعد الاحتفالات؟

دراسات وتحليلات - منذ 3 ساعات

عين الجنوب | ثابت حسين.   
شهدت محافظات الجنوب وخاصة حضرموت والضالع حشودا شعبية غير مسبوقة للاحتفال بالذكرى ال 62 لثورة 14 أكتوبر المجيدة.

هذا الحضور الكبير الذي تحقق رغم قسوة الحياة المعيشية والخدمية التي يعانيها أبناء الجنوب جراء استمرار حرب الخدمات والمرتبات إلى جانب حروب الحوثيين والجماعات الارهابية وعصابات التقطع لوقود الكهرباء والحرب النفسية التي يخطط لها ويوجهها العدو وتتولى نشرها والتفنن في زرعها جيوش الذباب الالكتروني وصحافة الإثارة والتفاهة والبحث عن الشهرة على حساب دماء ومعاناة الأبرياء.

الجماهير الغفيرة التي حضرت احتفالات أكتوبر وكذلك ملايين المتابعين...عبروا عن رسالة واضحة وقوية إن هذا الشعب صامد وصابر ولن يستسلم للابتزاز ولن يقايض الوطن الجنوبي بأي شيء كان مهما كان الثمن.

لكن السؤال الذي يفرض نفسه ما الذي أعدته القيادة السياسية والعسكرية الجنوبية لاستثمار هذا الزخم الشعبي بما يخدم تحسين الوضع المعيشي والخدمي ومكافحة الفساد واعمال القانون والعدالة؟

قيادة الانتقالي التي قدر لها إن تكون في صدارة المواجهة والقيادة تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية، وهذا يتطلب إن تكون المسؤولية جماعية وشاملة لكل قيادات وقواعد المجلس من خلال عمل مؤسسي منظم ومتابعة ورقابة صارمة وقدوة حسنة.

كما أن هذه المسؤولية تشمل أيضا كل جنوبي مخلص يدرك حجم التحديات والمخاطر التي تواجه الجنوب والجنوبيين إن لم يضعوا نصب أعينهم وصدارة اهتمامهم المصلحة العليا لشعب الجنوب في استكمال السيطرة على الأرض ومواجهة التحديات والنهوض لبناء مؤسسات الدولة الجنوبية لبنة لبنة.

الوقت كالسيف...والتاريخ يدون ولن يرحم.

باحث ومحلل سياسي وعسكري

فيديو