تحليل :إرهاب الحوثي: عقيدة إيرانية أم مؤامرة دولية لتمزيق الوطن العربي وتدمير أنظمته السياسية؟

دراسات وتحليلات - منذ 4 ساعات

عدن عين الجنوب || خاص:
المشاهد أن جماعة الحوثي، التي لم يتجاوز عدد أفرادها عند دخول صنعاء خمسة آلاف فرد، أصبحت اليوم تمتلك هذا الضجيج العالمي في مقارعة دول كبرى كأمريكا وإسرائيل وتهديد الملاحة الدولية.
فمن المستفيد؟ وهل عجزت أمريكا والعالم عن استئصال جماعة لا يزيد عمرها عن عشر سنوات، بينما استطاعوا استئصال دولة عمرها آلاف السنين كالعراق بقتل قادتها ونهب ثرواتها واستئصال نظامها السياسي السني، ليستبدلوه بنظامٍ شيعي خدمةً لإيران التي تدّعي أمريكا محاربتها وتصفها بمحور الشر؟

وهنا يبرز سؤال يطرح نفسه: لماذا بهذه السرعة امتلكت جماعة الحوثي صواريخ ومسيرات وقواعد صاروخية وأسلحة محلية الصنع كما تدّعي، وهي كما يزعم العالم محاصَرة؟ فكيف تدخل هذه الأسلحة إذًا؟

ثانيًا، هذه الجماعة القادمة من كهوف مران أقلقت العالم في البحر الأحمر، وحاصرت المنظمات الدولية، وقاتلت إسرائيل ربيبة أمريكا، والعالم عاجز عن إيقافها ويكتفي بضربات وهمية متبادلة بين الطرفين، بينما أحدثت في العالم رعبًا حقيقيًا.
في الجنوب واليمن توقفت صادرات النفط حتى أوشك الشعب الجنوبي على المجاعة، ومصر تخسر مليارات الدولارات يوميًا، والمجتمع الدولي والسفن الدولية تتعرض للقصف، وإسرائيل تُقصف بالصواريخ الحوثية، والعالم اكتفى بالإدانة وتصنيفها جماعة إرهابية!

وصدام حسين أطلق تسعةً وثلاثين صاروخًا على إسرائيل فقامت الدنيا ولم تقعد، واحتشد العالم بثلاثٍ وثلاثين دولة إلى جانب أمريكا لمحاصرته، وتم تدمير العراق وتسليمه للشيعة، وكان الأَوْلى تسليمه للسُّنَّة لأن السعودية حليفة أمريكا سنية.

واليوم، الحوثي تُدخل أسلحتها عبر عباءة الأمم المتحدة ومنظمات دولية، والخطر الذي يُحدثه الحوثي على الجنوب العربي بتوقف صادراته النفطية وعلى مصر التي تتكبّد المليارات، واضحٌ وجليّ.
وهجوم الحوثي موجه نحو الجنوب والخليج وتحديدًا المملكة العربية السعودية.

فلماذا لا تُعدّ الحشود التي دمّرت العراق لمحاصرة الحوثي وإزاحته من المشهد السياسي اليمني؟
ولماذا لا تقوم أمريكا بالاعتراف بدولة الجنوب وتسليحها وتسليح المعارضة الشمالية والاستعداد لحربٍ برّية لاسترداد صنعاء، بدلاً من إصدار الأوامر بإيقاف التحالف الذي كان على مشارف صنعاء بالتوقف عن دخولها؟

وفي تصريح صريح للرئيس عيدروس الزبيدي، قال: "كنا على بُعد أمتار من ميناء الحديدة وجاءت الأوامر بالتراجع".

ثم كم عدد القتلى في إسرائيل الذين أصابتهم الصواريخ والمسيرات الحوثية؟
أسئلة مبهمة لم تجد لها إجابة، والحوثي يهدد الملاحة ويعتقل الموظفين الأمميين والمعارضين اليمنيين، ويزجّ بالآلاف من الناشطين الحقوقيين والصحفيين، والعالم يكتفي بالإدانة دون انتقالٍ إلى استعدادٍ لمعركة برّية تستأصل الحوثي الذي لا تصل قوته إلى واحد في المئة مقارنة بقوة العراق.

والقضية أن الحوثي ليس بهذه القوة، ولكن الدول الكبرى، ومنها الولايات المتحدة، تريد بقاءه كفزّاعةٍ لدول الخليج.
فما يقوم به الحوثي ليس إلا مؤامرة دولية على الوطن العربي في محاولة لتمكين التمدد الإيراني، خدمةً للمثلث الأمريكي – الصهيوني – البريطاني، بدعم الحوثي ذراع إيران في المنطقة الذي يرفع شعارات إسلامية، والإسلام منه براء.

وقد فجّرها مدويّةً الرئيس الأمريكي السابق أوباما حين قال:"كنا نعتقد أن إيران دولة إسلامية، لكننا عرفنا أنها لا علاقة لها بالإسلام."وبالفعل، هي خنجرٌ مسموم في خاصرة الإسلام.
فإذا لم يتم القضاء على هذه الجماعة، فستجلب الويلات والحروب والخراب على المنطقة برمّتها.

فيديو