صرخة من تعز: "أخرجوا الإخوان من فصولنا المدرسية"

تقارير - منذ ساعتان

عين الجنوب|| متابعات:
ما الذي يمكن أن يكون أسوأ من حرمان الطلاب من حقهم في التعليم؟ ربما أن تراهم محشورين في "معتقل دراسي"، يجلسون على الأرض، بينما تحتل القوات العسكرية قاعاتهم المكيفة وورشهم المجهزة.

هذا هو المشهد الصادم الذي كشفه مقطع فيديو تداولته وسائل إعلام محلية، وقد أشعل موجة غضب عارمة في تعز، وأعاد فتح ملف "الاحتلال العسكري" من قبل كتائب الإخوان المسلمين للمنشآت التعليمية.

ويُظهر الفيديو طلاب معهد الحصب للتعليم الفني في وضع "خانق"؛ قاعة واحدة ضيقة، تكدست فيها أقسام دراسية مختلفة. بعض الطلاب وجدوا مكاناً على الأرض، بينما وقف آخرون خارج القاعة، يحاولون التقاط شذرات الشرح دون أن يتمكنوا حتى من رؤية مدرسهم.

هذا المشهد لم يكن استثناءً، بل هو "الواقع" الذي يعيشه طلاب التعليم المهني منذ أعوام، في وقت تسيطر فيه قوات محور تعز العسكري (التابع للإخوان) على مبانيهم الرئيسية.

وقد أطلق الطلاب صرخة مدوية وصلت إلى رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، مطالبين إيّاه بالإشراف شخصياً على "إخراج آخر مسلح من مبانيهم المحتلة".

لكنّ السؤال الذي يطرحه الشارع في تعز هو: لماذا يرفض المحور العسكري إخلاء المنشآت التعليمية رغم التوجيهات الحكومية المتكررة؟

المفارقة أنّ المحور، الذي يجني مليارات الريالات سنوياً بحسب ناشطين، يرفض بناء مقر دائم له، مفضلاً البقاء في المدارس.

هذا، ويعتقد المراقبون أنّ استمرار الاحتلال يعود إلى خشية القيادات العسكرية من انكشاف حجم "الفضيحة".

ويوضحون أنّ الانسحاب سيكشف عن عمليات النهب والتدمير الواسعة التي طالت المعدات والورش التعليمية الحديثة داخل مباني المعهد على مدى أعوام.

والأمر لا يقتصر على معهد الحصب، فالمحور العسكري يواصل احتلال (3) منشآت حيوية كبرى وسط المدينة: مباني التعليم الفني في الحصب، ومدرسة سبأ (بلقيس سابقاً)، وشركة التبغ والكبريت الوطنية.

هذه الشركة الأخيرة وحدها، وفقاً لمراقبين، كانت قادرة على رفد خزينة الدولة بـ ( (20مليار ريال سنوياً لو أُعيد تشغيلها.

والأخطر من ذلك، أكدت مصادر تعليمية أنّ هذا الاحتلال الإخواني أفشل مشاريع دعم وترميم ضخمة كانت مقدّمة من دول شقيقة، وهذه المشاريع كانت كفيلة بإعادة الحياة إلى المعاهد الفنية واستيعاب آلاف الطلاب المحرومين.

فيديو